للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا فتى من اماجد الفتيان، فتى طيب القلب، صافي الروح، واشتراكه في الوزارة الحاضرة دليل جديد على براعة النحاس باشا في اختيار الرجال

تولى عبد الحميد وزارة الشؤون الاجتماعية وهي وهم من الأوهام، فصيرها وزارة رئيسية، صيرها وزارة يرضي بها وزير مثل فؤاد باشا سراج الدين

وحين نقل هذا الوزير المبتكر إلى وزارة الأوقاف كان مفهوماً للجمهور أنه نُقل إلى ميدان لا يصلح للجهاد، ثم كانت النتيجة أن يبتكر أشياء لم تخطر لمن سبقوه في بال

الأوقاف الخيرية

حدثنا الوزير في خطبته أن الوقف الخيري كاد ينقرض، فلم نعد نسمع شيئاً من أخبار المحسنين الذين يحبسون الأطيان والعقارات على الفقراء والمساكين، وذلك باب من (التأمين الاجتماعي)

وإذن يكون من الواجب أن ننمي الأوقاف الموجودة، وهي لا تزيد عن خمسة وأربعين ألفاً من الفدادين. . . وقد تعجبت حين سمعت هذا الرقم الهزيل، وجال في الخاطر أن الأراضي الموقوفة تعرضت للسرقات، والأرض تُسرق كما تُسرق النقود، وإذا كانت الأراضي التي يسهر عليها أصحابها تُسرَق منها مساحات فليس من المستغرب أن تسرق أراضي الأوقاف، ولم يكن لها حراس فيما سلف من السنين

وقد وجد الوزير أبواباً لتنمية الأوقاف الخيرية، منها بيع الأراضي القريبة من المدن لينتفع بأثمانها العالية، وأهم هذه الأبواب هو إنشاء (مدينة الخيرات) في الأراضي الواقعة على الضفة الغربية للنيل

ارتفع السعر من اللحظة الأولى، فاشترى حلمي باشا عيسى فداناُ وصل ثمنه إلى نحو تسعة آلاف من الجنيهات، وكان الفدان هنالك لا يجد من يشتريه بأبخس الأثمان

أنا متفائل بما صنع حلمي باشا، فهو من جيراني في المنوفية، وسأصنع كالذي صنع فأشتري بضعة قراريط بجوار ذلك الفدان، لنظل جيراناً هنا وهناك!

اللهم آمين!

سيعد وسنان

<<  <  ج:
ص:  >  >>