وزارة الأشغال أقامت غابة تحمي القاهرة من الأتربة والرمال التي تثور من الشرق؟
وعند هذه الكلمة قام الوزير ليقول: إن لوزارة الأوقاف أملاكا في (تل زينهم)، وإنه سيحاول تحويل تلك التلال إلى رياض
ولم يسمح المقام بمعارضة الوزير، فأنا أريد تلال الدرَّاسة لا تلال زين العابدين؟
عثمان محرم باشا
وقف الأستاذ محمد الصباحي ليرد على خطبتي فقال: إن صاحب المعالي عثمان محرم باشا معنيٌّ برفع التلال التي تؤذي القاهرة من الشرق، ومضى فقال كلاماً جميلاً في الدفاع عن وزير الأشغال
وأقول إني معتزمٌ رفع قضية على عثمان باشا، قضية طريفة يعرف بها أن الأديب مهندس يفوق المهندسين، وسأترفق به، فلا أُطالبه بغير عشرين ألفاً من الدنانير الصِّحاح
كتبت في (الرسالة) مقالات كثيرة عن تخطيط القاهرة ولم يستمع وزير الأشغال، بدليل أنه لم يَدْعُني ليسمع أقوالي
وسأقدم للمحكمة وثيقة عجيبة، هي مقالة قدمتها لجريدة المصري في العام الماضي، ثم ردّتها إلىَّ برفق، لأني اقترحت أن يسير وزير الأشغال على قدميه أو يركب الترام عند خروج الموظفين من الدواوين، فإني أعتقد أن راكب السيارة الخصوصية أو الحكومية لا يشعر بما يعاني القاهريون من صعوبة المواصلات
وقد تعب السكرتير العام لوزارة الأشغال، وهو الأستاذ حامد القصبي، في ترضيتي، ليضمن سكوتي عن رفع القضية، ولكنه لن يصل إلي ما يريد، وإن كان أعز صديق
سأقاضي وزير الأشغال بعد أيام أو أسابيع، وهل يكون أعز على من القاهرة وهي الغرة اللائحة في جبين الشرق؟
اعتذرَ عنه أحد أصدقائه بأنه لم يقرأ مقالاتي في تخطيط القاهرة، وأنا لا أقبل هذا الاعتذار بأي حال، فقد كان يجب أن يقرأ الضمائر قبل قراءة المجلات
غرِّبوا كيف شئتم، وابنوا ألوف القصور في الضفة الغربية فستحتاجون إلى ألف سنة ليكون لكم بعض ما للقاهرة من تواريخ
أنت يا قاهرة قاهرة، فلا تحزني ولا تخافي، وأنا الكفيل بأن برجع إليك وديعتك الغالية