ومن العجيب أن الأستاذ يعقل - كما يقول في كلمته - أن يتمسك متمسك بالطب رغم الدين، أو بالدين رغم الطب، ولا يعقل أن يتمسك متمسك بالدين والطب كليهما، لأنه لا خلاف في الواقع بينهما. أفليس هناك طريقة للتوفيق عند الأستاذ إلا طريق التأويل حتى يعجب من سالك سلك غير هذا الطريق؟ أم هل الطب عند الأستاذ هو رأي الأطباء لا حقائق العلم حتى يعجب ممن لم يبال بإجماع الأطباء لو أجمعوا على رأي يخالف حكم الدين في مسألة اتفقت حقائق الطب فيها مع حكم الدين؟
ويقول الأستاذ أني أجرى على طريقته في التوفيق بين العلم والدين، وددت لو جرى وجريت في هذا على طريقة واحدة، ولو نسيت بعد ذلك إليه لا إلى من سبقني وسبقه. إني مخبره بطريقتي والأمر إليه في أن يقول إنها أيضاً طريقته. إني أرى مستحيلا أن يتناقض العلم والدين بحيث يضطر للتوفيق بينهما إلى قاعدة التأويل، وهذه الاستحالة ناتجة عندي من أن حقائق العلم وأحكام الدين القصية مصدرها واحد، هو الحق سبحانه فاطر الفطرة ومنزل الدين. أما الرأي - رأي المجتهدين في الدين وأصحاب النظريات في العلم - فقد يختلف مع حقائق العلم أو نصوص الدين، وعندئذ يكون هذا الرأي خطأ قطعاً كرأي الدكتور أسامة في موضوع الختان
محمد أحمد الغمراوي
الأستاذ إسعاف النشاشيبي
ورد القاهرة علامة فلسطين وأديب العربية الأستاذ (إسعاف النشاشيبي)، فوردها العلم الحم والفضل العظيم. و (الأستاذ الجليل) في صف القيادة من نهضة العرب، وفي صدر الأبوة من أسرة الرسالة، فلا يحتاج فضله إلى تعريف، ولا دكره إلى تشريف. فنرجو للأستاذ الصديق طيب الإقامة ودوام السلامة
إلى طلبة السنة التوجيهية
في الأسبوع المقبل - إن شاء الله - ستقرئون مقالي عن كتاب (أخبار أبي تمام)، وهو مقرر للامتحان التحريري في مسابقة الأدب العربي