وكان عنب هذا الإقليم - كسائر فاكهته - من أعجب ما وقع عليه الناس. وزنوا حبة منه بمدينة أدفو فبلعت عشرة دراهم، كما روى الأدفوي في موضع من كتابه المذكور
وقال في موضع أخر إن بطيخ هذه البلاد وافر الحجم (بحيث ما يكاد يستقل بحمل الحبة الواحدة إلا الرجل الشديد القوة)
هذا وقد كان طريق الحج بين قنا وعيذاب. مما يزيد في تقدم هذا الإقليم وثراء أهله؛ ومنه اجتاز أكثر الرحالين المشهورين على فترات من التاريخ متباعدة
وإن الحديث ليطول على من يحاول التنويه ببعض من أنجبت هذه البلاد من العلماء والأدباء والفقهاء والمحدثين، وغير أولئك من ذوي الفضل والجاه. فلنكتف - الآن - بهذه الإثارة من تاريخ القوم وبلادهم؛ ولنعلم أنها بلاد كانت من العز والنعمة بمكان فشقيت وذلت؛ وأنه لم يكن عجيباً - في فترة ما - أن يهتف شاعر من أبنائها ضاقت نفسه بإقفار مدائن الشمال؛ فيقول صادقاً:
لهفيِ على قوصٍ ولو أنني ... أكون من حُرَّاس أبنائها!
(جرجا)
محمود عزت عرفة
مجمع فؤاد الملكي للغة العربية
اجتمع مؤتمر المجمع ستة أسابيع متوالية من ١٥ يناير سنة ١٩٤٤ عقد خلالها ثماني عشرة جلسة شهدها حضرات الأعضاء المقيمين بمصر والوافدين من الخارج
وقد عرضت خلال هذه الجلسات طائفة من المسائل، منها: ما يتعلق بالمصطلحات العلمية في علوم الجراثيم والأمراض والرمد وغير ذلك من فروع الطب، ثم في مصطلحات لمقدمة القانون والأموال والالتزامات وغيرها من فروع القانون فأبديت في بعضها ملاحظات، وقرر المؤتمر أن يتولى حضرات الأعضاء الممثلين للبلاد العربية عرض هذه المصطلحات على الهيئات العلمية المختصة في بلادهم لموافاة المجمع بالرأي فيها، كما قرر أن يتصل المجمع بالهيئات الرسمية في البلاد العربية لهذا العرض