واحترام نظرياته واكتشافاته على الوسط العلمي، واستفاد وشعروا بشرف الاشتراك معه في العمل والبحث. ولم تحظ الجمعية برئيس بعث الدم فيها وأحياء مواتها وجدد حياتها ورفع من قيمتها كنيوتن إلا في القرن الثامن عشر عندما تولى مقاليدها السر جوزيف بانكس ; فقد تحددت مرامي الجمعية في ذهنه واضحة صريحة، وانتهى إلى أن الفائدة المرجوة والثمرة المنشودة لن تدنو قطوفها إلا بحماية رسمية، فقبل في عضوية الجمعية أشخاصاً لم يكونوا علماء بكل ما في الكلمة من معنى. وبالرغم من اتهامه بالتفريط في حق العلم والعلماء والهجوم الشديد الذي وجهه إليه أعداؤه، فإنه استطاع أن يجعل من أولئك الأعضاء أصدقاء للعلم واستخدمهم لجمع المال الضروري للبحث العلمي. لم يتسن للحكومة أن تسيطر على الجمعية وتستغلها في مصالحها الخاصة، ولكن علاقات وثيقة ودية كانت تربط الجمعية بالسلطة. فاستعان بإرشاداتها ملوك وساسة ومديرو مصالح، وعرضت الجمعية خدمتها على الحكومة في كل مناسبة كانت مصلحة الوطن فيها تستدعي الجهد العلمي الرسمي. واعترافاً بمثل هذه الخدمات القيمة رصد البرلمان الإنجليزي سنة ١٧٧٨ وما بعدها مخصصات باهظة لتضخيم ميزانية الجمعية.
ونتعب إن حاولنا تقصي المناسبات التي حلت فيها الجمعية مشاكل رسمية. ولكننا نرى اليوم عشرات القرناء منهمكين في الاختبارات العلمية التي تسرع بربح الحرب والتي تختلف بين تأمين الطعام لجميع أفراد الأمة وبين ابتكار أقوى الأسلحة الحربية فتكا وتدميراً.
يبلغ عدد أعضاء الجمعية ٤٥٠ عضواً منهم ٥٠ عضواً أجنبياً. وبينما كانت مقاعد الجمعية تضم في وقت ما كل علماء إنجلترا أصبحت اليوم ضيقة بهم؛ مما جعل الانتساب إلى الجمعية حلماً عبقرياً يتردد في ذهن كل عالم، وشرفاً كبيراً تتجه إليه الهمم. . . والواقع أن العضو في الجمعية يحرز فوائد مادية جمة فضلاً عن مظاهر التكريم والإجلال. سئل أحد القرناء الأطباء عن معنى الأحرف الثلاثة التي تلحق باسمه. فأجاب بأنها تعني:
أي أن أجوره ارتفعت بعد أن أضيفت هذه الأحرف إلى اسمه. ومن هنا كان الانتساب إلى الجمعية يقتضي كفاية نادرة وسبقاً علمياً معترفاً به في أحد ميادين المعرفة. ولا يرشح أحد العلماء للعضوية إلا بعد أن يزكيه ستة أعضاء على الأقل بشرط أن يكون بينهم ثلاثة