معاً، متأثراً في ذلك رقى البيئة أو انحطاطها، وقيام العدل أو فشو الظلم، واضمحلال الدولة أو عنفوانها
من هذه المثل الوجيزة - التي ما ادعينا أن ندلي فيها بعلم أو رأي جديد - نرى أن الشعر من حيث أنه كائن خاضع لمؤثرات شتى، في تجدد مستمر وتقلب وتحول. فلكل بيئة لونها ونتاجها لا شك في ذلك. والبيئة - كما يقول علماء التربية - تشمل كل مؤثر أيا كانت طبيعته
فهكذا يجب أن يفهم - في لغة الأدب - معنى التجدد، لا كما يوهمنا هؤلاء الأدعياء الذين أشرت إليهم في مقالتي السابقة، أولئك الذين سنحاول فيما يلي من حديثنا تصوير مذهبهم في القول، وإن كنا قد أخذنا على أنفسنا ألا يتخلل كلامنا ما يتم على أشخاصهم بلفظ أو إشارة، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا
لقد تكون هذه المحاولة شاقة جداً، لالتواء طرقهم، واعتياص أساليبهم، وتستّرهم في تجديدهم وراء القعقعة والزخرف والترقيش
ولكنا سنحاول إن شاء الله.
(أ. ع)
من الفلك القديم
ساق إلىّ الأستاذ إبراهيم السعيد عجلان في الرسالة عدد ٥٥٤ بعض أسئلة تتعلق باصطلاحات فلكية وردت في مقدمة ابن خلدون واستعملها العرب القدماء في مؤلفاتهم
وقبل الإجابة ألفت النظر إلى أن ابن خلدون لم يكن عالماً فلكياً ولا من الذين اشتغلوا بالرصد. وما جاء في مقدمته من معلومات وآراء في الفلك قد اقتبسه من فلكي زمانه أو من الذين سبقوه من عرب ويونان، ولم يكن من وضعه أو نتيجة لدرسه وبحثه.
وحين نعرض لآراء التي سأل عنها الأستاذ إبراهيم إنما نعرض للآراء التي كانت معروفة شائعة عند فلاسفة اليونان والعرب ومفكريهم في القرون المتوسطة وما قبلها
كان القدماء يعتقدون أن الأرض كرة قائمة في الفضاء على لا شئ، وإنها مركز الكون تحيط بها الشمس والقمر والكواكب والنجوم دائرة دورة كاملة كل يوم من الشرق إلى