بالذهاب إلى الكليات الأزهر للاطلاع عليها حيث حبست عن الخير العام في أركان المكتبات تشبه المتاحف، أو أقبية المتاحف. . . حتى لتوشك أن تسمع من صفحاتها أنيناً وحسرات شاكية من إهمال أولى الأمر لهم على هذا الشكل المزري
كتب بعض هذه الرسائل خريجو قسم التخصيص على النظام القديم في الأزهر، ثم كتب معظمها خريجو هذا القسم على النظام الحديث، وقد بذل كل من أبناء النظامين جهوداً شريفة في الإحاطة بالموضوعات التي اختاروها. والذي يثير العجب في الخطة التي انتهجها كل من الفريقين في وضع رسائلهما هو تجافيهم عن روح الأزهر القديم، ومحاولتهم في إخلاص وصدق أن يطبعوا الرسائل بطابع البحث الجامعي العصري الطريف. ويحسن أن نقصر الكلام الآن على رسائل كلية اللغة العربية تلك الكلية التي تنافس في شرف وفي نبل معاهد المعلمين في مصر، كما تسير على هدى من كلية الآداب بالجامعة المصرية، وبتوجيه أساتذتها الأفاضل
لقد اهتم كبار كتابنا في العصر الأخير بالتاريخ الإسلامي فأخذوا يتبارون في كتابته في صور شتى، وأخذت كتبهم تصدر تباعاً، وتلقف الناس تلك الكتب فرحين مستبشرين لما تجلو لهم من صفحات المجد التي كانوا يسمعون بها ولا يعرفون منها شيئاً. . . ومن هذه الكتب ما طبع أكثر من مرة، ومنها ما لم يبق من طبعاته الأولى شئ. . . وقد تألفت أخيراً جماعة أخذت على عاتقها إصدار كتب شهرية عن أبطال المسلمين يتولى الكتابة عن كل منهم إما واحد من هذه الجماعة الفاضلة أو أحد الذين يقع عليهم اختيارها من أرباب الأقلام في مصر وفي شقيقاتها من الأمم العربية. . . ولقد شهدت في كتبة كلية اللغة العربية مجموعة كبيرة من الرسائل في التاريخ الإسلامي تناولت رجاله بالترجمة والنقد والتحليل والتحقيق (وتفلية) والموسوعات التاريخية والمقابلة بين رواياتها، ومعارضة تلك الروايات بما حققه المستشرقون، وما وقع هؤلاء من الحيف والتخبط أحياناً. . . مما لا يتوفر مثله من التمحيص إلا للدارس المنقطع الذي يرى بين كل سطر من سطوره وجه سائل أو يسمع اعتراض مناقش أو حجة ممتحن. فمما راقني من هذه البحوث المركزة، وما يحسن التمثيل به لما حوت تلك المكتبة من هذه الرسائل: بحث في نظام ولاية العهد في الإسلام، ورسالة في دخول الإسلام إلى الهند وانتشاره فيه، وأخرى عن تاريخ الإسلام في جزيرة