للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أيدري القارئ ما هو هذا الخطر الأكبر الذي يقوم له بعض الأناسي من أنباء آدم ويقعدون؟

خطر لا يخطر على بال، ولا نظنه بعد ذلك يثبت في بال

ذلك الخطر هو اجتهادنا في إثبات سن السيدة عائشة عند زواجها بالنبي عليه السلام، لاستبعادنا أن نكون خطبتها في السادسة والبناء بها في التاسعة كما جاء في بعض الروايات، فقلنا إنها ربما تجاوزت الثانية عشرة عند البناء بها، معتمدين على الأسباب التي سردناها في الكتاب

والظاهر أن بناء النبي بفتاة تتجاوز التاسعة خطر لا تنام عنه بعض العيون التي تنام عن كل شيء

فلهذا يقوم بعض الأناسي من أبناء آدم ويقعدون ليدرأوا هذا الخطر الأكبر ويثبتوا جهدهم أن عائشة لم تتجاوز السادسة وهي مخطوبة، ولم تتجاوز التاسعة وهي زوجة في بيت محمد عليه السلام

والبديع حقاً أن الغاضبين - أو الغاضب - لارتفاعنا بسن السيدة عائشة إلى ما فوق الثانية عشرة عند زواجها هو قاض شرعي، فهو لا يقبل من مسلم من عامة الناس أن يتزوج بمن لم تبلغ السادسة عشرة ثم يثور ليؤكد أن محمداً عليه السلام بنى بزوجة في التاسعة أو ما دونها، مع قيام القرائن التاريخية التي تدحض هذا التقرير

إن حقدك علينا لا يغض منا لأنه مقياس نعمة الله التي خصنا بها على رغم أنفك، وإذا كان حقدك علينا فوق غيرتك على واجبك فأي مقياس لنعمة الله أبلغ في الدلالة من هذا المقياس، وأحق بالشكران منا فوق هذا الشكران؟

فالحمد لله. وزادنا الله، وزادك، مما أوجب هذه الهيجة التي لا تنام عنها عيناك

وقد كانت السيدة عائشة في الثانية عشرة على أقل تقدير، ولم تكن قط في السادسة أو التاسعة كما تقول

واصرخ في واديك بعد هذا كما تشاء

ويظهر أن هناك معركة أخرى تشملني في حومتها خلال هذا الأسبوع، كما نمى إلى من أسئلة بعض الأدباء

فهؤلاء الأدباء على ذكر مما كتبت أخيراً عن غرض الأدب وعلاقة الفنون بالمشكلات

<<  <  ج:
ص:  >  >>