الكثيرون حلها أو الإقلال منها، فقمن أيضاً بهذا العمل الجريء، ولكني لا أرده إلا إلى دعوة هؤلاء الكتاب وأمثالهم
ويبدو أن هؤلاء الكتاب لم يعرفوا واجبهم. . . وفي مصر تكاد أغلبية الشعب لا تعرف واجبها، ما لها وما عليها، وعذرها في ذلك الجهل. أما هؤلاء الكتاب فليسوا جاهلين وإن تجاهلوا. . . فنحن المصريين - مهما كابرنا - لا يمكننا إلا أن نعترف بأننا متخلفون عن غيرنا من الشعوب الراقية، وخاصة الشمالية منها. . . فإذا قامت المرأة المصرية في هذا الوقت تطالب بما تسميه حقها في الانتخاب، وفي مجلس النواب، وفي الوزارة، أضحكنا الشعوب الراقية منا. . .
سيضحك بعض هؤلاء الكتاب من كلامنا هذا، وسيرموننا بالرجعية ولاشك، وقد لا يفهمون أن ما يدعون إليه هو الرجعية بعينها، لأنه لا يتفق وناموس الطبيعة، ولا يساير أي عصر من العصور، ولا نهضة من النهضات، اللهم إلا في حالات نادرة جداً. . . فهل يمكن أن نقيس حضارتنا الراهنة بحضارة الإنجليز اليوم؟ لا أظننا نكابر في هذا؛ ولكن الإنجليز - رجالاً ونساء - يفهمون واجبهم على وجهه الصحيح
وقد قامت إحدى كبيرات السيدات في المجتمع البريطاني، وهي الكونتس أوف أكسفورد واسكويث، بوضع كتاب سمته (من السجلات)، رسمت فيه دستوراً للمرأة الإنجليزية الحديثة؛ بعد أن رأت انصرافها بالتدريج عن شئون منزلها وسعيها وراء الوظيفة ومزاحمتها الرجال، حتى في كبار الوظائف
فهي في كتابها هذا تقول إن واجب المرأة هو أن تتفرغ لشئونها التي خلقت لها، ولوظيفتها الطبيعية، وهي الزوجية
فالزوجين فن؛ وفاتحة هذا الفن هي ممارسة الحب بين الزوجين. فالحب، وإن لم يوجد بين الزوجين، لاختلاف بينهما في الميول والعادات والمشارب والطباع، تستطيع الزوجة الذكية العاقلة أن تخلقه، وأن تمارسه، وأن تجعل بينها وبين زوجها رابطة متينة إن لم تكن حباً حقاً كانت صداقة عظيمة وعشرة صادقة وألفة متبادلة؛ لا تقوم على الرياء، ولكن على صفاء، لأن الحب يتولد مع الزمن ما دامت الرغبة فيه موجودة
وهذه الزوجة تستطيع أن تجعل من بينها جنة. مهندسها هذا الفن الجميل العظيم، فن