السقيم. . .
ولو دقق حضرة الأستاذ الفاضل النظر لتبين له أن الصولي لم يكن من المدققين لأنه روى دالية للقاسم (في رثاء ابنه محمد وبنين آخرين) ولتبين له أن هذه القصيدة الدالية لا تجانس النونية كل المجانسة!
روى الصولي في كلامه عن شعر القاسم (وقال يرثي أولاده) فلم يذكر لنا أسماء أولئك البنين، بل إن المتأمل في القصيدة يرى عجباً، يرى أن البنين، إذا كان هناك بنون، هم محمد ومحمد ومحمد!
هلك البنون محمد ومحمد ومحمد
واستأثرت بهم المني ... ة والمنية موعد
وبعد أن استطرد الشاعر إلى ذكر الأحبة والقرناء الذين يطويهم الموت في أبيات معدودات عاد إلى رثاء ابنه محمد الذي يكنى بأبي علي:
أسفاً عليك أبا عل ... ي والمنايا رُصَّد
أسفاً عليك أبا عل ... ي يوم ضمك ملحد
كالبدر فارقه النحو ... س وقارنته الأسعد
والقسم الأكبر والأخير من القصيدة لم يذكر فيه الشاعر إلا ابنه محمداً، وظاهر أنه كان ابنه الوحيد:
هل لي على الحزن الطوي ... ل سوى (لبابة) مسعد
ثكلى بواحدها فلي ... س لها عليه تجلد
أُلباب إن الصبر أب ... قى للإله وأرشد
والواقع أنه لا تجانس بين هذه الدالية وبين نونية أبي تمام؛ فالدالية قصيدة فقيه زاهد، والنونية قصيدة شاعر. والواقع أنه لم يكن هناك بنون بل ابن واحد هو أبو علي محمد، والقاسم حين يقول في بدء القصيدة:
هلك البنون محمد ومحمد ومحمد
فإنما أراد التهويل من شأن مصابه بطريقة أقل ما يقال فيها إنها لا تدل على (شاعرية) كبيرة