للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأهمها: العدل والروية والتبصر بالأمور، ورحابة الصدر، والقدرة على المناقشات والجدال. وقبل كل شيء التزام العدالة؛ فهل تستطيع امرأة ماهرة حاذقة أن تفعل شيئاً من هذه الأشياء؟

إنها بالتأكيد لا تستطيع إذا كانت ماهرة، بل على النقيض، فكلما كانت المرأة أحذق أو أمهر، فهي لا تلتزم العدل

وهل كانت المناقشة والحجة من أقوى خصائص المرأة العقلية؟ ربما. . . ومنها كذلك الإجحاف والميل في جانب دون الآخر؟ غالباً. . . والشجاعة أيضاً؟ دائماً. . .

لست حكما جيداً على جنسي النسوي، لأني لم أقابل امرأة تستحق الاعتبار إلا نادراً. على أنني صادفت كثيراً من الرجال الخليقين بالاعتبار والتبجيل. وقد أكون سيئة الحظ في هذه الناحية، فيجب أن يكون هناك كثيرات من هذا النوع من النساء، ولكني أكتب عن تجاربي الخاصة، فإذا كانت هناك نساء مبرزات فإني لم أقابلهن

كتب بليك عن (زواج الجنة والجحيم) فقال: (إن الفطنة عذراء غنية شوهاء عجوز، يتودد إليها العجز والقعود)

وقد تكون الفطنة حكيمة. ولكنها آخر شيء يكمن أن يسترعي نظري لو أنني كنت رجلاً!

ولماذا أوصي شيكسبير بفراشه الثمين الثاني لزوجته؟

إن هناك نساء كثيرات كان حبهن وحياً لرجالهن مدى حياتهم؛ ولكي تكون محبوباً يجب أن تكون إنساناً. ولكن هذه الإنسانية هي الشيء الذي أفتقده في النساء، فلا أجده. إنهن أقل إنسانية من الرجال، وقد فشلت زيجات عديدة، لأن الزوجة كانت تأخذ حب زوجها كفرض عليه حيالها أو قضية مفروغ من أمرها

على أن ممارسة الحب هي فن آخر من أهم الفنون وأعظمها؛ وحسبك أن سعادتك وشبابك يتوقفان عليه

فلماذا ينقطع هذا الحب بانقطاع صلصلة أجراس الخطبة، أو بانقضاء شهر العسل؟

فإذا تزوجت امرأة زيجة في غير محلها، أي تزوجت رجلاً لم يوائمها، فهذا شأنها وحدها، ولكن إذا حدث هذا، وكانت الزوجة صاحبة هذا الحظ قوية الملاحظة والتخيل، بعيدة النظر، فباستطاعتها أن تجعل عشرتها لذلك الزوج أبهج وأمتع مما تستطيع امرأة أخرى قد

<<  <  ج:
ص:  >  >>