- أمازج أنت أم جاد، أم أنك تهزأ بمن ليس من سلككم؟!
- حاشا لي أن أقول غير ما أقصد
- أو تقصد غير ما تقول. . .
- وما الفرق؟
ب - فرق بسيط. غير مهم. هذه كلمة خاطفة، لا تعطها بالا كمّل. كمّل. . .
أ - نعم خذ أنت بالك ودعك من التلاعب بالمعاني وبالألفاظ. فهذا زمانه مضى. وأما الوقت الحاضر فيدعو إلى الكشف والوضوح. والذي أريد أن أقرره من كل الذي جرنا إليه الحديث الآن هو أن المظهرية، نعم المظهرية، مسألة هامة جداً
ب - هذا واضح جداً جداً. ولكن هل معنى ذلك أنك تفضل المظهرية على الحقيقة؟
- اسمع يا صديقي. إن الحقيقة تعرف شأنها، وهي موجودة. ولكن المظهرية لابد لها ممن يخدمها ويعمل لها وفي سبيلها، وإلا ضعت يا أستاذ بين الحقيقة والناس. . .
- ولكن ألا ترى أنه خير للعاقل أن يفنى في سبيل الحقيقة من أنه يعيش في رداء المظهرية!
- اسمع كلامي واعمل بفلسفتي، مع العلم بأنها فلسفة شاملة للجميع. دع أفلاطون الذي كان يبحث عن الحقيقة. ثم دع الحقيقة كذلك آمنة في خدرها. إنها إن أرادت الظهور فهي ظاهرة ظاهرة. . .
- وأما المظهرية فهي لا شك في حاجة إلى من يعمل لها أمثالكم. . . أليس كذلك؟
- هو كذلك لا شك. . .
- ولكن خبرني. أليست الحقيقة أولى بهذا المجهود!
- قلت لك إن الحقيقة قوية بذاتها وهي ليست في حاجة إلى أمثالنا
- أو أن أمثالكم ليسوا في حاجة إليها!
- هذا وهذا. . .
- وخبرني كذلك، هل يوجد كثير من أمثالك على هذا الرأي؟
- الدنيا كلها. . .
- أقصد في سلككم الخاص. . .