في تاريخ بغداد للخطيب: قال قال المأمون لأبي حفص عمر بن الأزرق الكرماني: أريدك للوزارة
قال: لا أصلح لها يا أمير المؤمنين
قال: ترفع نفسك عنها
قال: ومن رفع نفسه عن الوزارة، ولكني قلت هذا رافعاً لها وواضعاً لنفسي عنها
قال المأمون: إنّا نعرف موضع الكفاة الثقات المتقدمين من الرجال، ولكن دولتنا منكوسة، إن قومناها بالراجحين انتقصت، وإن أيدناها بالناقصين استقامت؛ ولذلك اخترت استعمال الصواب فيك. . .
٥٥٦ - أفتانا به الإمام أبو اسحق
قال محب الدين بن النجار في تاريخه: قال شعيب بن الحسين القاضي أنشدني الشيخ أبو اسحق الشيرازي هذين البيتين لنفسه:
جاء الربيع وحسنُ وردهْ ... ومضى الشتاء وقبح بردهْ
فاشرب على وجه الحبيب ... ووجنتيه وحسن خدهْ
ثم بعد مدة كنت جالساً عنده فذكر بين يديه أن هذين البيتين أنشدا عند القاضي عين الدولة حاكم صور (بلدة على ساحل بحر الروم) فقال لغلامه: أحضر ذاك الشان فقد أفتانا به الإمام أبو اسحق. فبكى الشيخ الشيرازي، ودعا على نفسه، وقال: ليتني لم أقل هذين البيتين! ثم قال لي: كيف تردهما من أفواه الناس؟ فقلت: يا سيدي، هيهات! قد سارت بهما الركبان