نحن سطحيون جداً، لأننا بالغنا في إجمال الكلام على حريق مكتبة الإسكندرية، (فجاء عرضنا للمسألة مبتورا لا يغنى كثيراً، والمسألة خطيرة الشأن ووثيقة الصلة بسيرة عمرو)
أي والله معشر القراء!
إن مسألة المكتبة وثيقة الصلة بسيرة عمرو بن العاص!. . . عمرو بن العاص الذي لا يعدو في هذه المسألة أن يكون على حال من حالين: إما أن المكتبة لم تحرق وحينئذ لا صلة على الإطلاق، وإما أنها أحرقت بأمر الخليفة وحينئذ لا صلة له بها على الإطلاق غير صلة التنفيذ والطاعة، وليس هنا إذن موضع الإطالة في هذا الموضوع
فهمنا هذا لأننا سطحيون متعجلون، فأطلنا القول على حريق المكتبة في (عبقرية عمر) وشغلنا به بضع عشرة صفحة من ذلك الكتاب. ولم نر أن نعيد هذه كله في موجز عن تاريخ ابن العاص الذي لا يقال عنه هنا إلا إنه أمر فأطاع، إن كان قد أمر بشيء وهو لم يؤمر قط بشيء!
سطحيون يا معشر القراء
سطحيون متعجلون، فماذا يصنع معنا أولئك العمقاء المتريثون، الذي يقرئون فتوح البلدان وما شاء الله كان!
وإن السطحيين المتعجلين أيها القراء لا تحتمل منهم إطالة أكثر من هذه الإطالة في مساجلة العمقاء المتريثين. . . فكفاية هذا. . . ولا حاجة إلى مزيد من السطحية وقلة المراجع وكثرة المعاذير!