للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الكرنك المصري محلوجاً

هذه هي النسبة، والظروف ظروف حرب حدت من تصدير قطننا المصري ودعت إلى عدم التعامل عليه في البورصات. فكيف في الظروف العادية حين ينطلق قطننا من كل قيد؟

(٤) - وسيلة التبادل

فساد نظام المعدنين النفيسين - نظام التبادل التجاري المرجح

الأخذ به بعد الحرب - اقتراح الأخذ بهذا النظام في مصر

أن عناصر الغنى في أمة من الأمم هي مقدرتها على الإنتاج الزراعي أو الصناعي، ووفرة اليد العاملة والآلات فيها. وليس النقد في حقيقة أمره إلا أداة للاستبدال ووسيلة للمقارنة بين القيم. ولقد ظل الذهب والفضة طويلاً مقياس الغنى في الأمم، ولكنهما مقياس أفسده سوء الاستعمال. وما مثل هذين المعدنين في تقدير الثروة العامة للأمم إلا كميزان مختل في حانوت بدال، لا يلبث أن يؤدي إلى إفلاس صاحبه

إنه ليس من العدل أن ينقسم الأفراد إلى فريقين: أحدهما وهو الفريق الأكبر يقضي حياته في الإنتاج الزراعي أو الصناعي، ومع ذاك يعاني الكثير من البؤس والبطالة، والثاني وهو فريق الأقلية يتحكم في الفريق الأول، يعطي ويمنع لأن بيده المال

هذا النظام ينبغي أن يستبدل به نظام آخر يحقق العدالة لأفراد الأمة، ولا يدع للمال كل ذلك السلطان الضخم، بل ينصب الإنتاج نفسه حاكماً اقتصادياً بدلاً من الحاكمين الحبيسين: الذهب والفضة

والظن أن العالم يتجه بالفعل هذا الاتجاه، وأن نظام التبادل التجاري فيما بعد الحرب سيحمل كثيراً من الدول على التخصص في إصدار سلع معينة مقابل استيراد ما يلزمها من الدول الأخرى على نحو قريب من نظام المقايضة فليكن القطن طويل التيلة سلعتنا التي نحصل بها على حاجاتنا من الخارج

وبهذه المناسبة نذكر أن عندنا الآن كميات من هذه الأقطان ينبغي ألا يساورنا القلق على تصديرها، لأنه عندما يستقر السلام سنستطيع أن نجيب بها مطالب البلاد المجاورة التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>