هذا الكتاب مؤلم في حياة المجانين وأحوالهم، ألفه الدكتور آر. سمول، وعربه الدكتور فائق شاكر، والأديب حافظ جميل (مطبعة التفيض - بغداد) وهو يحوي ثمانية عشر فصلاً في أخبار المجانين وأسباب الجنون، وطرق ترويضهم ونوادرهم المشجية، في قصص شائق وتحليل سيكولوجي فريد. والكتاب لا يستغني عنه الطبيب ولا المربي ولا المراهق ولا كاتب القصة ولا المشتغل بالتحليل النفسي. ولا عيب في الكتاب إلا فوضى الأخطاء المطبعية التي يجب تداركها في الطبعة الثانية
٤ - رسالة الغفران بالإنجليزية
لا ندري لماذا آثر الأستاذ ج. براكنبري أن يقدم رسالة الغفران لبني وطنه - أو بني لغته - الإنجليز على هذا النحو الذي لم يألفوه في أدبهم. . . لقد كنا نفضل أن ينقل خلاصة لها طويلة على نسق الخلاصة التي كتبها المرحوم الأستاذ مصطفى لطفي المنفلوطي مثلاً، والموجودة في بعض أجزاء النظرات. لأن المقصود من نقل الروائع الأدبية هو إعطاء صورة من روحها وموضوعها، لا من شكلها، ولا سيما إن تعرضت تلك الروائع للمشكلات اللغوية ومعضلات النحو والصرف، مما لا يهم إلا أصحاب اللغة نفسها. وما دام الأستاذ المترجم قد نقل الرسالة عن النسخة المحررة التي وضعها الأستاذ كامل كيلاني، فلم تكن مندوحة عن اتباع طريقة الأستاذ المنفلوطي، ولكن على صورة أوسع، ولم تكن ثمة ضرورة في ترجمة الأشعار العربية تدعو إلى الارتباط باللفظ، بل كان يكفي أن يعطي المترجم صورة متماسكة من روح البيت أو القصيدة، مع تقريب المعاني إلى الذوق الإنجليزي بما يناسب طبيعة هذا الذوق نفسه، وهذا ما نفضله نحن في ترجمة الشعر الأجنبي إلى اللغة العربية. وما دام الكتاب مقصوداً به أن يقدم للقراء الإنجليز، فلم يكن ثمة داع إلى إثبات هذا القدر الكبير من الشعر العربي - باللغة العربية - في صلب الرسالة. إلا إن كان غرض المترجم هو إضفاء ثوب علمي على عمله. أو أن ينتفع المستشرقون مثلاً بجهده المشكور، فإن كان قد قصد إلى شيء من ذلك، فنحسب أن عامة القراء من الإنجليز لا يزالون في حاجة إلى شيء آخر من رسالة الغفران، لم نقدمه لهم بعد
وفي الترجمة أخطاء يسيرة في نقل معاني الشعر العربي لا يتسع المجال لاستعراضها هنا