للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أبدية لا تحول ولا تزول

- لم أفهم.

- ستفهمين، هل تؤمنين بالأحلام؟

- أومن بالأحلام

- تؤمنين بأن الرؤيا قد تتحقق بعد سنين؟

- هو ذلك، ولي مع الرؤيا تواريخ، فقد رأيتك في منامي قبل سنين، وكان في الرؤيا أنك تمزج بين المجادلة والمغازلة لانخدع لك باسم العقل

- وأنا أيضاً رأيتك في منامي قبل سنين، وكان في الرؤيا أنك تلميذتي لا معشوقتي

- وانخدعت لك؟

- تلك أضغاث أحلام!

- أسرع وحدثني عن رأيك في الأحلام

- اسمعي، الأحلام واقعة بلا ريب، ولها تفاسير أختصرها في تفسيرين اثنين: التفسير الأول هو تفسير بعض علماء النفس، وهو أنها تعبير عن رغبات مكبوتة نعبر عنها في منامنا لنراها بعد أيام أو أسابيع، والتفسير الثاني هو تفسير الدكتور زكي مبارك، وهو أن لنا حاسة دقيقة تخترق المستقبل في بعض الأحايين فتحدثنا بما سيكون بعد أزمان طوال

- وكيف نعرف ما سيكون بعد أزمان طوال؟

- كما يعرف علماء الفلك أن الشمس ستكسف أو أن القمر سيخسف بعد عدد من السنين، ومعنى ذلك أن الوجود كله خلق دفعة واحدة، وأن الرجل الملهم قد يرى في منامه ما سوف يقع، لأنه سوف يقع، ولو طال الزمان

تلك الروح، وذلك اليوم، وآه ثم آه من تلك الروح وذلك اليوم! تلك الروح ملك يدي، وإن باعدت بيني وبينها مسافات لا أعترف لها بوجود

وذلك اليوم ملك يميني، وهو يومنا الهائم بمجاهل الصحراء، أنه يوم تجسم فيه إيماني بوحدة الوجود، وأعلنت فيه إشراكي بأوهام الغافلين

قيل أنه يوم ذهب، وأقول أنه يوم لن يذهب، لأنه سيلاحقني إلى البواقي من أيامي، وليس لأيامي نهاية، لأني قبس من كهرباء وحدة الوجود.

<<  <  ج:
ص:  >  >>