صديق بوزارة المعارف، مع الاعتذار للدكتور أحمد رياض.
زكي مبارك
إلى الوزير الأديب هيكل باشا
من حسناتك التي تذكر فتؤثر وتشكر، مسابقة الترقية إلى التعليم الثانوي التي عطلت في العهد السابق.
زعموا أنهم سيستبدلون بها معهداً للدراسات العليا. . .
وعطلت المسابقة وقام المعهد، فماذا كان؟
كانت المسابقة لمدرسي المدارس الابتدائية وسيلة يترقون بها إلى التعليم الثانوي فحيل بينهم وبين معهد الدراسات وقصر على معلمي الثانوي.
قيل - يوم عطلت المسابقة - إن الذين يتقدمون إليها قلة. وهذا غير صحيح - على الأقل في اللغة العربية - وإن صح فإن علاجه يكون بالترغيب والجزاء، لا بالتعطيل والإلغاء
وقيل إن المسابقة لم تنجح كوسيلة لكشف المواهب والكفايات. وإذا سلمنا هذا فإن علاجه يكون بتهذيب المسابقة وتجميلها، لا بإلغائها وتعطيلها
يا سيدي الوزير. . . إذا أردت أن تريح نفسك من شفاعة الشافعين. ولجاجة المتوسلين. وتلك سياستك - فالمسابقة المسابقة. . . أنها الطريق السوي
روى ياقوت في معجم الأدباء أن المتوكل لما أراد أن يتخذ المؤدبين لولده جعل ذلك إلى (إيتاخ) وتولى كاتبه ذلك. فبعث إلى أدباء عصره وأحضرهم مجلسه فلما اجتمعوا قال لهم: لو تذاكرتم وقفنا على موضعكم من العلم واخترنا، فألقوا بينهم بيت ابن عنقاء الفزاي
ذريني إنما خطئي وصوبي ... عليَّ وإنما أنفقتُ مالُ
فقالوا: ارتفع (مال) بإنما إذا كانت (ما) بمعنى الذي ثم سكتوا
فقال لهم أحمد بن عبيد من آخر الناس: هذا الإعراب، فما المعنى؟ فأحجم الناس عن القول، فقيل له: فما المعنى عندك؟ قال: أراد، ما لومك إياي، وإن ما أنفقت مال ولم أنفق عرضا فالمال لا ألام على إنفاقه
قال ياقوت: (فجاءه خادم من صدر المجلس فأخذ بيده حتى تخطئ به إلى أعلاه وقال له: