في (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) سأل أمير المؤمنين عبد المؤمن بن حفصة بنت الحاج الزكوني يوماً أن تنشده، فقالت ارتجالاً:
يا سيد الناس يا من ... يمل الناس رفده
أمنن علي بطرس ... يكون للدهر عُدَّه
تحظ يمناك فيه: ... الحمد لله وحده
أشارت بذلك إلى العلامة السلطانية فإن السلطان كان يكتب بيده في رأسي المنشور بخط غليظ (الحمد لله وحده) فمن عليها وكتب لها بيده ما طلبت
٦٢١ - كرديد ونكرديد
في (شرح النهج) لابن أبي الحديد: كان سليمان من شيعة علي (عليه السلام) وخاصته، وتزعم الإمامة أنه أحد الأربعة الذين حلقوا رؤوسهم وأتوا متقلدي سيوفهم في خبر يطول وليس هنا موضع ذكره. وأصحابنا لا يخالفهم في أن سلمان كان من الشيعة وإنما يخالفونهم في أمر أزيد من ذلك. وما يذكره المحدثون من قوله للمسلمين يوم السقيفة:(كريد ونكريد) - محمول عند أصحابنا على أن المراد صنعتم شيئاً وما صنعتم: أي استخلفتم خليفة ونعم ما فعلتم؛ إلا أنكم عدلتم عن أهل البيت، فلو كان الخليفة منهم كان أولى والأمامية تقول: أسلمتم وما أسلمتم، واللفظة المذكورة في الفارسية لا تعطي هذا المعنى وإنما تدل على الفعل والعمل لا غير. ويدل على صحة قول أصحابنا أن سلمان عمل لعمر على المدائن فلو كان ما تنسبه الأمامية إليه حقاً لم يعمل
٦٢٢ - وإن أبغضها أنصفها
قال رجل للحسن (البصري) إن لي بنية فمن ترى أن أزوجها؟
قال: زوجها ممن يتقي الله فإن أحبها أكرمها، وأن أبغضها لم يظلمها.
وقال: بعضهم، وهو يشبه قول الحسن - لا تزوج كريمتك إلا من عاقل، فإن أحبها أكرمها وأن أبغضها انصفها.