المهندسون والرسامون والمثالون وأرباب الصناعات من المصريين في مختلف الفنون، سواء في سوريا أو بلاد الحثيين، وان هذا الأثر انتقل إلى الآشوريين. كذلك امتدت حضارة مصر إلى اليونان فكان من نتائج هذا أن تهيأت الأسباب لتطور الفن اليوناني
وأشار بعد ذلك إلى القصص والأساطير التي شاعت في عهد الدولتين الوسطى والحديثة وما كان لها من عظيم الأهمية في حضارة العالم، قائلاً: إنه لا يسع المرء مثلاً عند قراءة قصة (السفينة الغارقة) التي كشفها الأستاذ جولينيشيف العالم الروسي في الآثار المصرية في متحف الرهبان بلنينجراد، إلا أن يذكر بطل قصة الأوديسة الإغريقية أو السندباد البحري. ومن الواضح أن مجموعة القصص التي تتضمن ما كان يقوم به السحرة المصريون من الأعاجيب تعد أعرق في القدم من كتاب (ألف ليلة وليلة) ذي الشهرة العالمية
ونوه الأستاذ ستروف بمدينة مصر من الناحية العلمية، ذكر أن الأطباء المصريين كانوا أول من كشف عوامل مسببة للأمراض، وأول من سجل في تاريخ الطب البشري لفظة (المخ) وان هذا الجزء من الجسم إذا اختل أدى إلى خلل أجزاء أخرى
ثم قال المحاضر، إن المصريين قد تمكنوا من قياس مسطحات الأجسام المستديرة، واستطاعوا قياس السطح الكروي، قبل أن يهتدي ارخميدس إلى ذلك بزمن بعيد. كما نوه بفضلهم في وضع التقويم الذي أخذه عنهم يوليوس قيصر، فأصبح بعد ذلك أساساً لحساب الزمن عند الشعوب الأوربية وانتهى من هذا إلى قوله: أن من واجبنا أن نعترف اليوم بما كان للثقافة المصرية من أثر في حضارتنا الحالية.