للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العلماء الآن، وهو أن المنطق علم صور التفكير قال ليارد في نفس الصفحة (إن موضوع المنطق تقرير قوانين التفكير في ذاتها بصرف النظر عن الموضوعات التي تنطبق عليها، ثم بيان الطرق المختلفة لتطبيق هذه القوانين، وهاهو الموضوع المزدوج للمنطق).

ويقول الأستاذ جميل صليبا عند الكلام عن موضوع المنطق إنه: (البحث عن العمليات الفكرية والشرائط النظرية التي يتوقف عليها التفكير الصحيح). والبحث عن العمليات الفكرية من خصائص علم النفس لا علم المنطق الذي يبحث عن قوانين الفكر الصورية، لا عن عملية التفكير كيف تقع في الذهن. ويخيل إلينا أن هذا اللبس ناشئ عن ترجمة المصطلحات عن اللغة الأجنبية، وستعرض لهذا الموضوع أي الاصطلاحات التي وردت في هذا الكتاب في مقال آخر. والعمليات الفكرية هي أما قوانين الفكر فهي

والتعريف الثاني علم العلوم، لا يفيد شيئاً، فهو كقولك الأسد ملك الحيوان. ولماذا يكون المنطق علم العلوم؟ لماذا لا تكون الرياضة مثلاً؟

والتعريف الثالث (العلم الذي يبحث في صحيح الفكر أو فاسده). ولعل صوابها وفاسده بدلاً من أو فاسده، إذ أن المنطق يبحث في الصحيح والفاسد على السواء لبيان وجه الصواب منهما.

والبحث في الصحيح والفاسد في الفكر ثمرة من ثمار المنطق تأتي بعد تطبيقه، أو هي غاية من غاياته، ولا تدخل في تعريفه أو ماهيته.

ولعل المؤلف قد تأثر بالتعاريف التي أوردها العرب في كتبهم ولم يعن بمناقشتها. لهذا نذكر بعض تعريفات العرب للمنطق ثم نذكر ملاحظاتنا عنها.

قال صاحب البصائر النصيرية (فإذا انقسمت الاعتقادات الحاصلة للأكثر في مبدأ الأمر إلى حق وباطل، وتصرفاتهم فيها إلى صحيح وفاسد، دعت الحاجة إلى إعداد قانون صناعي عاصم الذهن عن الزلل، مميز الصواب الرأي عن الخطأ في العقائد، بحيث تتوافق العقول السليمة على صحته. وهذا هو المنطق).

وجاء في لباب الإشارات لأبن سينا شرح الرازي (الفكر ترتيب أمور معلومة ليتأدي منها إلى أن يصير المجهول معلوماً، وذلك الترتيب قد يكون صواباً وقد لا يكون، والتمييز

<<  <  ج:
ص:  >  >>