للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نصيب العمل واحد، والنتيجة واحدة: هي حياة الشجرة بحياة أجزائها، وحياة الأجزاء بحياة الأم.

وينبغي ألا ينظر جزء من الشجرة لآخر، وإنما ينظر لليد التي وضعته في كل ليؤدي دوره وخدمته، ويكفي عزاء لما سفل واختفى أن حياته كثيراً ما تكون أثبت وأدوم مما علا.

ويكفي عزاء لما علا وارتفع عن سرعة فنائه أنه أجمل وأشهر. وكلا المعنيين جدير أن يحار بينه وبين قسيمه الاختيار.

إلا إننا ممثلون نؤدي أدواراً يرسمها ويحملنا عليها مؤلف رواية الحياة ومخرجها، بديع السموات والأرض! فينبغي أن نعرف مواضعنا الحقيقية من الكون، وأدوارنا فيه نؤديها على أكمل وجه، ثم نختفي وراء (الكواليس) إلى يوم إصدار الرواية الأخرى التي سنؤديها في المسرح الأكبر، في الكون الواسع!

فقط اضمنوا لكل عامل بارع مهما كانت مواد عمله خسيسة أو كريمة مكافأة وتكريماً وتعظيماً لمواهبه. ولا تقصروا اهتمامكم وتمجيدكم على الأجزاء الرفيعة الملونة المزوقة من شجرة الإنسانية: والساسة والحكام والأثرياء، ومن إليهم من الذين خصهم المجتمع الجاهلي بالاحترام، بل امنحوا وقدموا ذلك الاهتمام والتمجيد لكل عامل بارع في عمل من أعمال الحياة الإنسانية، تتفتح لكم أبواب من سعادة الحياة ما كنتم تتصورون أن وراءها شيئاً ذا قيمة وتأثير في حياتكم يعادل تأثير السياسة والحكم وما إليها.

اقضوا على تخصيص الحكام وذوي السلطان والثراء بتعظيمكم وخشيتكم، وانظروا لغيرهم كذلك من العمال والكناسين وغيرهم وكرموهم كرامتهم، فان لهم في الدولة أثراً لا بد منه كآثار (أصحاب الدولة)!.

عبد المنعم محمد خلاف

<<  <  ج:
ص:  >  >>