للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتستغله شركة أسست في آخر القرن الماضي.

وكانت بلاد فارس شهيرة بمصنوعاتها النسيجية في عهد الخلافة، سواء في ذلك ما كان منها تحت إدارة الحكومة وما كان تحت إدارة الأفراد، غير أنه بينما ظلت التقاليد الفنية متواصلة بدون انقطاع في مصر، كان لفتح المغول لبلاد فارس أثر في إدخال عدة عوامل جديدة على تلك الصناعة. فلم يكن عمل المغول مقتصراً على تخريبهم عدة مدن قديمة وبعثرتهم للنساجين في آسيا الوسطى حتى بلاد الصين، بل إنهم بنوا أو أعادوا إنشاء مدن جديدة هامة جلبوا لها صناعا من سائر أنحاء آسيا والعاهلية الصينية. كذلك نقلوا الصناع الفنيين من مكان إلى آخر في داخلية البلاد الإسلامية. وهناك رسالة من رشيد الدين، الوزير المشهور للسلطان غازان خان، يطلب فيها إرسال نساجين من أنطاكية، وسوس، وطرسوس. إلى تبريز إحدى حواضر المغول. ويبدو لي أن التقاليد الفنية الفارسية أصبحت، منذ تلك الحقبة، تزداد تميزاً واختلافا عن نظيرتها في القسم الغربي للثقافة الإسلامية ولا يتسع لي المقام هنا أن أعرض لمصنوعات مدن البلاد التي تسمى الآن بتونس، ولا للمنسوجات الأندلسية التي خلفت آثاراً كبيرة في المنسوجات الأوربية، ولا لمصنع الطراز في بلرمو الذي عادت إليه الحياة فيما بعد على يد النورمان الفاتحين. ولعل هذه النظرات في الصناعة وتقاليد الزي في العاهلية اللإسلامية في أثناء ستة القرون الأولى من حياتها، تنقل إلى القارئ صورة ما عن تلك الحضارة الثرية المبتكرة التي ما زال تراثها في أوربا باقيا حتى اليوم.

(عن مجلة الأدب والفن الإنكليزية)

ر. ب. سارجنت

<<  <  ج:
ص:  >  >>