تعبث وتلهو، وتجنب نفسك بذلك فضل إحساسها بشعورك بها. . .
. . . فانتقض صاحبي قائلا: أو ترضى يا أخي أن تهزم وتنتصر الصراصير!
قلت: هي على تلك الحالتين منتصرة، تعوز رب البيت وسائل التطهير.
ثم أنسيت أنت قول الرجل العربي (خير لنا أن تغلبنا قضاعة من أن تغلب قضاعة). . . قال: وما قصة قضاعة هذه؟ فقلت: هي قصة تلخص فلسفة مجتمع مضى كان صريحاً واضحاً. تربى في كنف فلاسفة الرجال ولم يتلق تعاليمه ونظمه الاجتماعية من فلاسفة الصراصير؛ تلك الطائفة الحائرة المحيرة. . . فاطمأن صاحبي في جلسته، وأخذ يفرك جبهته بأنامله قائلا: بدأت أفهم يا أخي فقلت: وأنا بدأت أفكر في ادخارك لحديث آخر يكون كله مفهوماً، أعرض لك فيه صوراً ناصعة، لطراز آخر من فلاسفة المجتمع الحديث.