للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بتونس الحديثة التي يهم كل عربي أن يعرف كثيراً عن أدبائها وشعرائها وعلمائها. ولكننا نطمع منه في دراسة أخرى تصل حاضر تونس بماضيها، ولعله فاعل إن شاء الله.

٣ - إلى الأبد

هذه ملحمة شعرية جديدة للأستاذ إلياس أبي شبكة، الأديب الشاعر اللبناني المعروف. أخرجتها دار المكشوف ببيروت. وهي دار لصنيعها في النهضة الأدبية الحديثة أطواق في أعناقنا. ولقد حاولت أن أدرس شعر هذه الملحمة الفاتنة على وجه واسع إلا أن (الرسالة) الغراء قيدتني في هذا المكان الضيق وقالت لي أكتب! كما يقيد الرجل الطير في قفص ويقول له غرد!

ولست بمستطيع ذلك على سبيل يرضي عنه النقد والذوق. فآثرت أن أنقل إلى القراء بعض أبيات من هذه الملحمة تعرفهم بنفسها وتدلهم على جمالها. قال:

جنت الدنيا كما نهوى فجنى ... إنما الدنيا هوى منك ومني

أنزلت عيناك في صحرائها ... من سماء الحب سلواي ومَنيِّ

وقال:

أحبك. . . لا أدري لماذا أحبها ... كيفاني إيماني بأني أشعر

وأهوى الذي تهوين حتى كأنني ... بقلبك أستهدي وعينيك أنظر

وقال:

أحبك لا أرجو نعيما يصيبني ... وأبذل من قلبي ولا أبتغي جدوى

وقد كنت أهوى فيك حسنا أناله ... فأصبحت أهوى فيك فوق الذي أهوى

وقال:

كنت في الناس كالنساء فلما ... جئت قلبي ظهرت شعراً ولحناً

وزرعت الآمال فيَّ نجوماً ... أي كنز أحب منها وأغني؟

نحن يا ليلَ أسعد الناس فلنغ ... فر لهم كل ما يقولون عنا!

ولقد كنت وأنا أمضي في قراءة هذا الديوان - أو هذه القصيدة الفريدة - أخط بقلمي على كل موضع فيه منها جمال. فلما كثرت الخطوط خرجت من هذه المهمة بأن القصيدة كلها نشيد عذب من الجمال. فأهنئ الأخ الشاعر (إلياس أبو شبكة) على تحفته، وأشكره على

<<  <  ج:
ص:  >  >>