الذي يفهم (المصرية) على أنها سخرية بالأوضاع واستهانة بالتقاليد فكان له ما أراد، ولهذا لم تنسني لسليمان بك فرصة فنية تقضيه بذل جهد ممتاز. وقام أنور وجدي بدور (سامي بك) وهذا دوره الذي يجيده، وقامت مديحة يسري بدور (فتحية هانم) فأبدعت حقاً وعرفت كيف تجيد التعبير عن احساسات مختلفة في براعة فائقة، وقام محمد فوزي بدور (منير) ويمكن أن نعتبر هذا الدور بداية طيبة إذا اعتبرنا صاحبه وجهاً جديداً، وقد وقفت زينب صدقي وفردوس محمد وهاجر حمدي، وكذلك نجحت النجمة الجديدة ليلى عبدة ودلت على استعداد يؤهلها لأن تكون نجمة لامعة، ووفق أيضاً فؤاد شفيق ومحمد كامل.
الأغاني:
ألف أكثرها أحمد بدر خان فدل على طول باعه في التأليف، ولحنها وغناها محمد فوزي فدل على أنه يمشي في طريق النجاح. وكلها تشهد ببراعته في التلحين والموسيقى التصويرية.
الصوت والإضاءة والديكور:
كان الصوت سيئاً جداً في كثير من المشاهد، وكانت الإضاءة خير ما في الفيلم وكذلك الديكور.
الإخراج:
اضطلع به الأستاذ أحمد بدر خان وهو مخرج شاب له موهبته وثقافته ومقدرته، وقد بذل جهداً كبيراً في الإخراج ولكن تفاهة القصة جعلته كجندي يحارب في غير ميدان.
وبعد:
فإن من الشائع عندنا أن الذين يؤلفون للسينما يسيرون وراء المؤلف الغربي ويأخذون عنه ويقتبسون منه ويحاكونه. ناسين أو متناسين أن لكل بلد جوه ومزاجه وتقاليده. وقد تجلت هذه الظاهرة واضحة في قصة هذا الفيلم. وقد تستساغ مثل هذه القصة في البلاد الغربية لأنها لا تتنافى مع ما ألفوه من عادات وتقاليد، ولكنها في مصر لا يمكن أن تستساغ ولا أن تهضم. . .
. . . كم أتمنى أن تقوم عندنا نهضة فنية صحيحة!! نعم كم أتمنى!!