سجد. وتقدم إلى السلطان فقام له بعض القيام وأجلسه إلى جانبه. وتحدثا طويلاً.
ومقصدنا من هذا الكلام في الرواية آلاتية عن صبح الأعشى:
(قال في مسالك الأبصار قال ابن أمير حاجب سألته عن سبب انتقال الملك إليه فقال إن الذي قبلي كان يظن أن البحر المحيط له غاية تدرك فجهز مائتي سفينة، وشحنها بالرجال والأزواد التي تكفيهم سنين، أمر من فيها إلا يرجعوا حتى يبلغوا نهاية أو تنفد أزوادهم. فغابوا مدة طويلة ثم عاد منهم سفينة واحدة، وحضر مقدمها فسأله عن أمرهم فقال سارت السفن زماناً طويلاً حتى عرض لها في البحر في وسط اللجة وادٍ له جرية عظيمة فابتلع تلك المراكب، وكنت آخر القوم فرجعت بسفينتي. فلم يصدقه فجهز ألفي سفينة: ألفاً للرجال وألفاً للأزواد. واستخلفني وسافر بنفسه ليعلم حقيقة ذلك. فكان آخر العهد به وبمن معه) اهـ
فما رأى المؤرخين والجغرافيين في هذه الرواية العجيبة؟
قد قرأنا في الجرائد قبل سنة أو سنتين أن بعض الباحثين صادف في أمريكا الجنوبية قبائل تشبه أن تكون عربيه مسلمة. فهل بلغ ملك السودان الغربي وأصحابه أمريكا في القرن الثامن الهجري وانقطعت الطريق بينهم وبين أفريقية فأقاموا هناك؟ أو ماذا؟
لعل سعادة شيخ العروبة العلامة احمد زكي باشا يدلي برأيه في هذه المعضلة.