والشريعة هي ظاهر المعرفة، لذلك فهي لا توصل إلى المعرفة لأنها ظاهر الحق جاءت لمن لا يعرف الحق ولم يؤت العلم الصحيح. والسبيل الوحيد الذي يسلك بنا إلى المعرفة هو مسلك (الطريقة) وذلك لا يتم طبعاً إلا بعد جهد جهيد يصل الإنسان في نهايته إلى إدراك (الحقيقة) ثم إلى (النهاية) التي هي فوق (الحقيقة) وهي (المعرفة) التي لا يمكن إدراكها إلا بعد إدراك (علم اليقين).
ومتى خصص الإنسان كل قواه وحصر كل حواسه في الوجود الحقيقي بحيث اتصل به اتصالاً كلياً أدرك عندئذ (عين اليقين). ومتى وصل الإنسان إلى هذه الدرجة من المعرفة اتصل اتصالاً مباشراً (بالمعرفة) التي تشع بنورها على القلوب وتتجلى عندئذ أسرار النبوات وحقائق الكتب المنزلة قلا حاجة إلى نبوة أو وسيط (لأنه يأخذ من حيث يأخذ الملك الذي يأتي الرسل) وحيث أن القليل من الناس من يصل إلى هذه المرتبة احتاج الناس إلى الأنبياء والوسطاء ليكونوا سفراء بين الحق والناس.