القصة. فهل هذا الإقحام جائز أو غير جائز، مقبول أم مكروه، أو هو بدعة للتشفي كما توهم؟
أعرف أن ميدان القصة رحب يسع ما في الحياة بأكملها من صور وألوان، وأعرف أن إقحام النقد الأدبي لا يكون إقحاماً على القصة بمعناه الصحيح إلا إذا عجز القاص عن لحاقه بسياق الحديث، وبمجراه الطبيعي، وبجوه المناسب، ولم أند عن هذا السمت فيما أوردته في قصتي (الأفعوان) المنشورة في مجلة (المنتدى).
أما زعمه أني فعلت ذلك للتشفي من زميل له فهذا زعم باطل لأني خاصمت بشر فارس الشاعر القاص وحاربته في شعره وفي قصصه، ولن أنفك عن منازلته في كل ميدان، ومحاربته بكل سلاح، حتى أقتل التواءات في نفسه يقرني عليها كل الأدباء ولن أعامله كما رغب إليّ حضرة الدكتور - سامحة الله مرة ثانية - (كما يعمل الطبيب الجراح مبضعه في الجسم العليل) لأني أعتقد أن في وسع هذا الزميل الانعتاق من هذه الرمزيات الشعرية والقصصية متى أنجابت السحب الدكناء عن ذهنه غير المظلم، وعندها يكون صحيحاً كأحسن الأصحاء. أفعل ذلك، لا حباً به ولا كراهة، ولكن غيرة مني على ناشئة قد يسممها هذا الضرب السمج من الرمزية الجوفاء، الحامل لواءها المنكس الدكتور بشر فارس.
حبيب الزحلاوي
حفلة المعهد الملكي للموسيقى العربية
أقام المعهد الملكي للموسيقى العربية يوم الاثنين الماضي حفلته السنوية لتوزيع الشهادات على الخريجين تحت رعاية الوزير الحصيف الدكتور عبد الرزاق السنهوري بك الذي أناب عنه الأستاذ محمد بك فهيم، وقد بحثت بإمعان عن مجهود الطلبة في هذا المعهد فلم أجد له أثراً ينسينا أخطاءه الماضية وجموده الدائم بالرغم من وجود الدكتور شرف الدين سليمان والأستاذ عبد الحليم علي في المعهد وفي الوزارة وهما علمان بارزان في سماء الفن ولولا هما لسقطت الحفلة سقوطاً مريعاً. وأعتقد مع الأسف الشديد أن النظم العتيقة في هذا المعهد هي التي ظلمت جهود هذين البطلين وحالت بينهما وبين تنفيذ برامجهما الفنية في عالم الأوبرا التي قدم منها الدكتور شرف أول محاولة بالنسبة إلى فهم المعهد. وقد أجمع