للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء (المخرج) - ولا أدري لماذا - بالشاعر عمر بن أبي ربيعه بين أشخاص القصة، وهو تزوير آخر على التاريخ، إذ لم يعرف أن سلاَّمة التقت به، وإن كانت هناك رواية تقول إنها التقت في المدينة بصاحبه ابن أبي عتيق.

وفي صلة سلاَّمة بحبابة وبجميلة، وفي كل شخص، وفي كل مشهد، تزوير على التاريخ، وكذب على البيئة، وخروج على روح الفن، وشعوذة رخيصة لا تساغ إلا في منعطفات الطرق كمشاهد (جلا جلا) وحلقات الحواة.

لماذا لا يريح الناس أنفسهم ويريحونا معهم، بعدم ذكر الفن والتعلق بهذا الحرم المقدس الذي وضع العلماء له القواعد والأصول، والذي يحتاج في مزاولته إلى علم ودراية وفهم وذوق. . .

أنا والله لا ألوم هذا (المخرج) في عبثه، لأنني أعلم تماماً أنه رجل لا يخدم الفن ولكنه يخدم جيبه، ولا يرضى الذوق وإنما يرضى خزائنه، فهو يقيس النجاح بمقدار الدخل واستغفال العامة وأشباههم، ولكن كيف تجيز له رقابة الروايات هذا البعث وهذا التلفيق يفسد به على التاريخ ويجني به على الذوق ويضحك به على الشعب المسكين؟!

ثم ماذا؟

قال صاحبي: إنها لا شك مؤامرة على أم كلثوم، قلت: ومن الأسف أنها أفلحت. .

محمد فهمي عبد اللطيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>