سادساً: تقيم مع البويضات والصغار وتتعهدها بالوقاية والتغذية
سابعاً: أما الدور السابع فلا يقتصر الأمر فيه على حماية الأم لصغارها وتغذيتها، بل تنمو الصغار وتتعاون معها على تربية نسل آخر وتستمر الأمهات والأبناء في معيشة سنوية أو معيشة دائمة. . .)
فالغريزة قد أنشأت الأسرة المتعاونة بين الحشرات حيث لا عمل للاجتماع قط بمعزل عن الغرائز الحيوانية، وقد أصبح للآداب الاجتماعية في النوع الإنساني عمل غير عمل الغرائز وما شابهها، فجاز أن يقال في بعض العادات والمشار إن هذا من وحي الاجتماع. ولكننا إذا رجعنا بالاجتماع إلى أصوله لم نكد نعزله عن الدوافع الغريزية أو الدوافع الحيوانية البيولوجية، لأن الاجتماع على التحقيق لم يكن من اختراع الأفراد وإنما كان من إيحاء النوع بأسره حيثما كان، وكل ما كان (إيحاء نوعياً)، فهو إيحاء غريزة فطرية على وجه من الوجوه
إننا نحب أن نؤكد هذه الحقيقة، لأن إثبات الحقائق واجب لغير علة، ولأننا في زمن خلقت فيه العلل الكثيرة لتعزيز مكان الأسرة من الطبيعة الإنسانية والفضائل الخلقية، سواء رضي عنها دعاة المذاهب أو أغضبتهم عليها عوارض الدعاية ومراميها
والعلماء الاجتماعيون الذين درسوا نظام الأسرة وقرروا ما قرروه عن ارتباطها بالآداب الاجتماعية براء من غرض الدعاية ومن كل غرض غير تقرير الحقيقة العلمية كما يرونها، ولكن الحقائق العلمية قد ابتليت اليوم بمن يسخرونها عامدين أو غير عامدين في خدمة مذاهبهم الهدامة وفي طليعتها الدعوة الماركسية، ولم يفتح الله على دماغ كارل ماركس بشيء يفهمه ويرد إليه بواعث الاجتماع، وكل باعث من بواعث الحياة غير الاستغلال وابتزاز الأموال، فما هو إلا أن رأى في زمانه أناساً يستخدمون أبناءهم فيما ينفعهم ويستعينون بهم على مصالحهم أو يرهقونهم في جمع ثروتهم حتى جزم بفساد نظام الأسرة وقيامها جميعاً على أساس الاستغلال، والتسخير، وإن المسألة كلها (حسبة اقتصادية) ومضاربة مالية تتبدل من زمان إلى زمان كما تتبدل صفقات الإنتاج وأسعار الأسواق
وكارل ماركس قد رأى أناساً يرهقون أنفسهم في طلب الرزق ويعملون فوق طاقتهم لادخار القوت أو الثراء، ولعل هؤلاء أكبر عدداً ممن يرهقون الأبناء والبنات في طلب المعاش