للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عوت الذئاب كأنما جُنّت. . ودَمْدَمَتْ النسور

عجباً له ليل عميق الفكر. . . ملتهب الشعور!

وإذا الشجيرات الذوابل ينتفضن مزمجراتِ

وإذا بروح تمرد تجتاح صمت الكائنات

لكأنما اندفعت عصارات الحياة إلى الموات

ويحي. . هل انبعثت من الصمت المقدس ذكرياتي؟!

كالمنبع المهجور منبثق المياه على فلاة

كالمزهر المحطوم تُرسل فيه أنغام خفيه

كالرغبة الحمراء في أعراق راهبة فتيه

كطهارة العذراء في خطرات غانية شقيه

كمدينة ذهبية الجدران في أحلام قرية

كالقوت تبسطه لعيني جائع كف عصيه

يا ذكريات الأمس. . . قرّى في غيابات السكون

قد عاود الليل الخشوع. . . وغَيّم الصمت الحزين

لا صوت إلا أنَّهُ الفلاح من ظلم السنين

وتناوح الطير المشرد بعد تمزيق الغصون

الزعزع النكباء قد بعدت عن البلد الأمين

عبد الرحمن الشرقاوي

المحامي

<<  <  ج:
ص:  >  >>