للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ي آخر القسم الأول من البحث - وضع بها القابسي مؤلفها أسس التربية بحيث تلائم المجتمع وحاجة العصر، والتي فكر في التعليم الإلزامي وتعليم البنات.

وبعد فقد كنا نود الوقوف عند هذا، ولكن نرجو أن يسمح لنا الدكتور الفاضل بأن نشير إلى أمرين:

(أ) استعمل في مواضع (أهل السنة) للدلالة على (أصحاب الحديث) (ص ٧٥، ٧٨، ٢٣٢، ٢٣٣). والمعروف أن أهل السنة في المقام الذي جاء ذكرهم فيه، هم الأشاعرة والماترتدية الذين يقابلون المعتزلة، لا أصحاب الحديث، كما يتبين من ابن خلدون وطاش كبرى زاده وغيرهما من الذين عرضوا للكلام والمتكلمين

(ب) ذكر الأستاذ الفاضل (ص ٧٧) رأى الغزالي عن المعتزلة من أنهم رأوا أن من لم يعرف العقائد الشرعية بأدلتهم فهو كافر. . . ومع أن هذا، كما ذكر الأستاذ، ورد في فيصل التفرقة للغزالي، إلا أنه كان الواجب في رأيي أن يأتي الأستاذ بنص في ذلك من كتب المعتزلة أنفسهم، لا من خصم لهم، ولكنا نعرف قول الخصوم بعضهم على بعض. وبخاصة والمعروف المشهور أن هذا التضييق على الناس في وجوب معرفة الله من أدلة خاصة لها مقدمات خاصة هو رأي القاضي أبي بكر الباقلاني الذي ذهب إلى أن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول؛ حتى جاء إمام الحرمين الجُوَيْني وأعرض عن هذا الرأي، وقرر أن بطلان الدليل لا يؤدي إلا بطلال المدلول بحال.

هذا، وليس هذا المأخذ أو ذاك مما يغض من قيمة هذه الرسالة القيمة التي عالج فيها صاحبها العالم الجليل مسائل التربية والتعليم - على تنوعها وتعددها - في القديم والحديث بمقدرة يستحق التهنئة عليها وأسلوب واضح مبين ومنهاج مستقيم لا عوج فيه. وهذا كله وأكثر منه ننتظره من الدكتور الأهواني الذي تخصص في هذا الموضوع زمنا طويلاً.

محمد يوسف موسى

<<  <  ج:
ص:  >  >>