لا قلب للإسلام غير حزين ... فاليوم فيه انهد ركن الدين
ثم خرجوا بالجنازة إلى القرافة ودفنوه في مقبرة الشيخ الانبابي وكان رحمه الله أنيس المحضر، كثير الدعابة والمزاح مع الطلبة شديد الورع متصفاً بالزهد والتقشف وقلة الاحتفال برفاهة العيش إذا سار في الطريق توكأ على عصاه بيد ووضع الأخرى على كتف من يسايره، لاسيما بعد علو السن وضعف القوة. حضر مرة احتفالاً مما يقام لكسر السد أو المولد النبوي، ورموا بالسهام النارية كعادتهم، فتجاوز سهم منها مداه ووقع على الحاضرين، فأصاب المترجم في إحدى عينيه وذهب بها، فرق له الخديو إذ ذاك، ورتب له راتباً شهرياً علاوة على راتب الأزهر، رحمه الله تعالى.