تجري كلية العلوم بإشراف بعض إخصائييها دراسة تفصيلية لتربة قاع نهر النيل وشواطئه، واستلزم الحصول على عينات من النهر سفر الدكتور رشدي سعيد في باخرة خاصة مسافة عشرة آلاف ميل إلى أعالي النيل حصل منها على ٤٠٠ عينة من مختلف أنحائه، واستغرقت الرحلة ٤٥ يوماً
والطريقة التي اتبعها هي الحصول على عينة من قاع النهر بأدوات خاصة، ثم عينة أخرى من الشاطئ، وفي المناطق الهامة كان يأخذ عينة كل خمسة كيلو مترات، وبالأخص كلما تغير شكل التربة
والغرض الأساسي من هذا البحث معرفة الزمن الذي فيه اتصل نهر النيل بمنابعه في أعالي السودان، فإن علماء الجيولوجيا يقولون: إن منابع النيل في أوغندا والسودان كانت منفصلة عن النهر، ولعوامل جيولوجية خاصة التقى المجرى المقبل من الحبشة بزميله المقبل من السودان
وتفرع عن هذا البحث دراسة أخرى، فإن إحدى شركات الأراضي الكبيرة في الصعيد المصري تملك قطعة أرض مساحتها عشرون ألف فدان. لوحظ أن مستوى الماء في باطنها يرتفع ويفسد الزرع، وأجرت الشركة عدة مشروعات لتصريف المياه، فلم توفق، وظلت الأرض تفقد حيويتها حتى قدرت الخسارة في السنوات الأخيرة بمائة ألف جنيه
واستعادت الشركة بأحد الأخصائيين ولكنه امتنع عن إبداء رأيه حتى يحصل على دراسة تفصيلية لتكوين هذه الأرض الجيولوجي.
سيشمل إجراء هذه الدراسة والغرض منها معرفة خير الوسائل لتصريف الماء من باطن الأرض. وهل هذه المياه متسربة من النيل أو من مياه الأمطار أو الآبار؟
وستحلل عينات الأرض والنهر لمعرفة تركيبها الكيمياوي وصلة الواحدة منها بالأخرى. وينتظر أن يكون لهذه الدراسة بجوار أهميتها العلمية فائدة عملية لأنها تؤدي إلى تحسين الزراعة ووسائلها.
ديدان الأرض تضاعف منتجاتها
عرف داروين منذ قرن مضى أن ديدان الأرض تقويها على إنتاج المحاصيل الزراعية.