للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يخدش الطبع السليم، حتى لا نصور الحب - وهو عامل البناء والخلق في هذه الحياة - تلك الصورة المريضة المتخاذلة الرخوة الرقيعة. . .

لا نطمع في هذا لأننا نعرف مدى نفوذ أصحاب هذه الأشرطة في الدوائر الرسمية وغير الرسمية! ولكننا نطمع على الأقل في أن تصان أسماع البقية القليلة الباقية في البيوت من العذارى والسيدات عن أن تلوث وتخدش بالأغاني المائعة الهابطة الداعرة المخنثة، يتطرى بها رجل رقيع، أو تتخلع بها امرأة هلوك. . . وذلك أبسط مظاهر الحماية لمن يعفون عن مشاهدة هذه الأفلام واستماع هذه الأغاني، فإذا بها تتسور عليهم الجدران خليعة ماجنة مخنثة، في حين لا يملكون لأنفسهم منها حماية، لأنهم إن أغلقوا جهازهم الخاص حملتها إليهم أجهزة الجيران!!

وكل ما يحتج به مروجو هذا (الأفيون) الخطر الذي يقتل في الشعب كل شعور فطري سليم، ويحيله جماعة من مخنثي الشبان، ومبتذلات الفتيات، وداعرات النساء. . . كل ما يحتج به تجار هذه (المخدرات) أن الشعب يقبل عليها، فهي إذن تلبي رغباته الحقيقية

الشعب يقبل عليها. . . هذا صحيح، لأن الحيوان الهائج كامن في كل إنسان، فإذا نحن ظللنا دائما نهيج سعار هذا الحيوان، ولم نحاول مرة أن ترتفع به إلى مستوى الآدميين، فلابد أن يأتي اليوم الذي لا يبدو فيه إلا هذا السعار

والناس يقبلون على (الأفيون) وسائر المخدرات، ولكن السلطات تكافح الأفيون وسائر المخدرات. . . ذلك أن هناك رجلا إنسانا في حكمدارية القاهرة قد آمن بفكرة المكافحة وأصبحت جزءا من دمه - (وهو أجنبي، وأنا لا أستريح لبقاء الأجانب في وظائفنا الكبرى. . . ولكن الحق حق)!

فهل يتاح لمصر من أبنائها رجل يؤمن بخطر مثل هذه الأفلام والأغاني التي تأكل نفوس الشعب أكلا، وتفسد فطرته الإنسانية، بل تفسد فطرته الحيوانية، حين تصور له الحب في ذلك المظهر المترهل الذميم؟

هل يتاح لمصر ذلك الرجل الذي لا تخدعه كلمات (العالم المتمدن) عن الشعور الفطري السليم، والذي يرصد لمكافحة هذا (الأفيون) الخطر جهده وقواه؟

على أية حال هذه أمنية لا نخدع أنفسنا بتحقيقها، ولكننا نقنع فقط بأن نطلب لأنفسنا الحماية

<<  <  ج:
ص:  >  >>