في تفاصيله لأنه يتكيف حسب نتيجة التجارب والتعلم من الأخطاء طبقا للعقيدة السوفيتية المشهورة المحببة إليهم. وقد استفاد السوفييت من المفعول السحري للألقاب على عقول الجمهور فاستبدلوا بألقاب الفلاحين التي كانت تشعرهم بالمهانة والتحقير أخرى ترفع نفسيتهم وتشعرهم بعزة النفس والأنفة؛ فسموا (كلاف الخنازير) باسم (خبير الخنازير) ولقبت زوجته (باللبانة) وسمحوا لها بالالتحاق بالمجموعة النسوية في المزرعة التجمعية. ويعتبر السوفييت المزارع التجمعية في حرفة الزراعة كاتحادات العمال في الصناعة؛ فهي عبارة عن هيئة تنظيم الفلاحين وتوحدهم لمصلحتهم؛ وهي فضلا عن كونها هيئة تعاونية للإنتاج فإنها تعمل في الوقت نفسه لمصلحة أعضائها من الفلاحين فتزودهم بإعانات أثناء مرضهم، وبمعاشات عند بلوغهم السن، وبالتعليم المجاني وتنظيم ساعات فراغهم من حيث الانتفاع بها في النوادي والرحلات والساحات، وتحصل لهم على خدمات خاصة من الحكومة كتعليم الأطفال والعناية بصحتهم وإنشاء مدارس الحضانة ورياض الأطفال وبيوت المسامحات وإعطائهم إجازات سنوية أسبوعين في السنة بأجر كامل والقيام بجميع التأمينات لهم مجانا. ولا يشتغل الفلاح في هذه المزارع التجمعية أكثر من ثماني ساعات في اليوم.
أشكال المزارع التجمعية
والمزارع التجمعية على ثلاثة أشكال، أبسطها ما كان عبارة عن شركة لزراعة الأرض أو رعي الماشية وتربيتها كما هو موجود فعلا في مناطق البدو في جمهورية قازقستان وفي بعض مناطق شمال القوقاز.
وأعقدها هي المزارع الشيوعية الكاملة التي تكون فيها الأرض والآلات والماشية وكافة المنشئات مندمجة في بعضها البعض ومشاعا بين أعضائها فيعيش الكل فيها معيشة شيوعية في مبان شيوعية ويأكلون من مطبخ واحد وفي غرفة طعام واحدة، وليس لأحد منهم شيء خاص يمتلكه لنفسه اللهم إلا حوائجه الشخصية. ولا يزيد عدد هذه المزارع الشيوعية المطلقة عن ١ % من المجموع الكلي للمزارع التجمعية. أما النوع الثالث وهو يكون الأغلبية الساحقة من المزارع التجمعية فهو المسمى (كلهوز) وفيها يحتفظ الأعضاء بمساكنهم الخاصة لكل عائلة بيتها وقطعة أرض ملحقة به لتزرعها العائلة لحسابها ولتربي