فرنسا الاستعماري تعترضه صعوبات (خطيرة) أهمها الوحدة العربية، والمجاعة! أما الوحدة العربية فتشير إلى القومية العربية بكل خصائصها وأسسها، وخاصة أساسها الروحي وهو الدين بمبادئه ومثله العليا التي يتسلح بها المسلمون في كفاحهم. فأي اعتراف بقوة هذه الأسلحة و (خطورتها) ابلغ من هذا؟ ليس ذلك فقط، ولكن بجانب هذا اعتراف آخر بفشل أسلحتهم الاستعمارية الوحشية التي عبر عنها بكلمة (المجاعة)، لأن المجاعة هي النتيجة الطبيعية للسياسة الاستعمارية الغاشمة، والاعتراف بها ابلغ رد على ما يسمونه السياسة الإنشائية والعمل التمديني الذي قامت به فرنسا والذي انتهى بعد قرن من الزمان بالمجاعة، لأن ليس في حقيقته إلا استغلالا همجيا حقيرا.
ونحن العرب والمسلمون نلمس من هذه الاعترافات بشائر نصرنا في هذه المعركة الإنسانية الخالدة التي ستكون نقطة التحول في الحضارة الإنسانية من المبادئ الأوروبية المادية الاستغلالية الاستعمارية الهمجية، إلى مبادئ قوميتنا وحضارتنا الإسلامية الروحية السامية التي عبر عنها ابلغ تعبير عالم الجزائر ورئيس جمعية علمائها المسلمين بقوله: (أن الأمة الجزائرية يجب عليها بحكم دينها أن تحيا من كل من يساكنها حياة الإحسان والخير والرحمة فتحسن وتطلب بالإحسان، وتبذل الخير والرحمة وتطالب غيرها بالخير والرحمة. وإذا قامت بواجب حيوي مشترك كان من الإنصاف لها أن تتمتع بالحقوق الحيوية المترتبة على ذلك الواجب. وإن تساوي غيرها في الحياة كما ساوته في الواجب، مع الاحتفاظ التام بمقوماتها الطبيعية التي هي: الإسلام والعروبة وشخصيتها كأمة مستقلة، وهذا هو ما تقتضيه قواعد الإنسانية وقوانين العدل والإنصاف، هذا هو أيماننا العميق بمبادئنا الإنسانية السمحاء، وهو الذي سيكفل لنا النصر القريب الحاسم، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله