في سبات عميق. وعندئذ اعمل الجراح مبضعه لمدة ساعة ونصف ساعة استخرج خلالها الرصاصة وما صحبها من أنسجة القماش التي غاصت في القلب معها.
وأتم الجراح عملية التنظيف ثم طهر كل جرح بالبنسلين قبل تضميده وأعادته إلى اصله.
وتلقى أطباء آخرون المصاب يزودونه بما يحتاج إليه من دم جديد بدل الذي فقده ويعالجونه بالأكسوجين لكي يفيق وغير ذلك من الوسائل التي تحتفظ بجسمه في حالة جيدة، فمن العوامل الهامة أن يتمتع المصاب بحالة نفسية هادئة وقوة بنية تساعده على مغالبة إصابته. فلو توافر هذان العاملان فإن المصاب لا يلزم الفراش أكثر من يوم واحد يسمح له بعده بالمتنزه في الحديقة حتى يتم شفاؤه.
وعندما تنتهي العملية الجراحية تبدأ عملية التنفس، وقد درب الأطباء عددا كافيا من الجنود لكي يتولوا تدريب المصابين الجدد فيعلمونهم كيف يوقظون الأجزاء المصابة ويرسلون فيها الحركة والحياة
وتخصص في عمليات الصدر بكافة أنواعها عدد من الأطباء والطبيبات الأمريكيين تحول إليهم جميع إصاباته فتشغلهم طول وقتهم. وقد مضت عليهم عدة شهور فلم تفشل معهم حالة واحدة بل دخل المستشفى آلاف الجنود الفاقدي الأمل في الحياة فخرجوا منه ممتلئين بالصحة والعافية.
أما مبدأ أطباء ذلك المستشفى فكما قال الجراح هاركن (كان هدف جراحة الصدر في الحرب الماضية إنقاذ الأرواح فحسب أما هدفنا، فهو معرفة احسن السبل لكي يعود المصابون إلى الحياة وهم على احسن حال وفي اقصر وقت).
وعلى ضوء هذا المبدأ سار الأطباء في تجاربهم ونجحوا في تأدية واجباتهم دون أن يصبهم ملل أو كلل وكانت أول واجباتهم رفع الروح المعنوية في المصابين واستغلال حبهم في الحياة لكي يصلوا إلى الشفاء من إصاباتهم المميتة ودخلت الجراحة في مرحلة جديدة وهي جهد المريض نفسه.
تخرج معدتها لتأكل
من الحيوانات الغريبة نجمة البحر ولكن الأغرب هي الطريقة التي تتغذى بها لأنها لا تأكل بفمها بل تخرج معدتها للحصول على طعامها.