للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كان السلفاء. إذاً فلا نلوم الغربيين إذا استغلوا تأخرنا هذا.

هذا شيء من وحي كتاب الأستاذ سلامة موسى ولا يمكن استيفاء جميع مباحثه إلا إذا نقلنا الكتاب برمته إلى هذه العجالة فخير للقارئ الذي تطيب له هذه الأبحاث أن يطالع الكتاب نفسه

أوافق الأستاذ سلامة على مشروع تبسيط قواعد اللغة العربية لكي نقتصد بالوقت والجهد في دراستها ونأمن الخطأ في استعمالها لأنها كثيرة متشعبة ويستغرق وقتاً طويلا في حفظها. ولا يمكن أن يدرس معها الكثير من علوم العصر وفنونه. يمكن تبسيطها واختصارها جداً من غير أن يتلثم التعبير بها. وإلا نفر العدد الأكبر من طلابها منها كما هو حادث اليوم.

ولكني لا أوافق الأستاذ على تنقيح الحروف العربية ولا إبدال الحروف اللاتينية بها. فحروفنا أفضل من كل حرف أجنبي يبدل به لها. لأنها في القرون التي مرت انصقلت وصارت كأنها الخط المختزل. نعم إن لكل حرف صورتين أو ثلاثة. ولكن هذه الصور لا تجعل الحروف أزيد من ١٥٠ حرفاً. ومن يتعلم ٢٨ حرفاً يستطيع أن يتعلم ١٥٠ كما تعلمناها وما عانينا وتعلمها الأجانب وما تذمروا.

بقيت مسألة الحركات التي يتخذها دعاة الحرف اللاتيني سبباً لا بدال الحروف. فهذه يمكن الاستغناء عنها في كثير من مواقفها. ففي الأفعال الثلاثية لا لزوم لها إلا على عين الفعل ماضياً ومضارعاً. ويستغني عنها في جميع مشتقات الأفعال الرباعية والخماسية والسداسية ومصادرها، ولا حاجة لها إلا في اسم المفعول منها لأنها كلها معلومة النطق عند من تعلمها. وهناك كثير من الصيغ القياسية يستغني فيها عن الحركات.

وأما أن نستعمل الأحرف الصوتية اللاتينية بدلها في استعمال الحرف اللاتيني فنزيد الكتابة تطويلا وتعقيداً لأننا نحتاج إلى ثلاثة أحرف صوتية بدل الحركات علاوة على أحرفها. فلأجل فعل ضرب نضطر أن نستعمل ستة أحرف. ولا محل هنا للتوسع في هذا الموضوع وإنما لدى البحث الدقيق نجد أن استعمال الحرف اللاتيني لا يحل لنا مشكلة بل يزيد المشكلة تعقيداً.

نقولا الحداد

<<  <  ج:
ص:  >  >>