أو مغرب أو سودان أو سواها. وأنها لقضية واحدة، قضية الحرية الإنسانية ومبادئ الأخوة والسلام والعدل التي تمثلها حضارتنا المشتركة. فليسترح دعاة التفريق والتمزيق، وليكفوا عن مواعظهم، فإنما هي رقي الاستعمار ودعوة الاستعباد
ونحن المؤمنين بحقوق هذا الشعب، المؤمنين أيضاً بقوته وحيويته ومجده ورسالته لا نفتأ نذكره بمجده العظيم الذي يعشقه ويصوب إليه، ولذكره بقضايا الوطن العربي الواسع الذي يزيد اتساعه قوة وأملا، وندعوه المرة بعد المرة لإنقاذ إخواننا المجاهدين في كل قطر، واثقين من قدرته على استعادة مجده وأداء رسالته بفضل حيويته وتضامنه مع الشعوب العربية الأخرى، موقنين أننا إنما نعبر عن روحه الوثابة التي أنشأت إمبراطورية عربية عظيمة في بضعة أعوام في عهد عاهله العظيم (محمد علي)، عالمين أن (الاستقلال) هو أول الأهداف لا نهايتها، وبدء الجهاد لا غايته التي تتسع لكل ما يصبو إليه العرب والمسلمون من عزة وسيادة ووحدة، وما ينتظره العالم منهم من رسالة إنسانية سامية خالدة
تلك هي (أهدافنا القومية)، فمن كان يقنع بما دونها فليس من سلالة الفراعنة، ولا من روح العرب، وليس له إلا أن يفسح الطريق لركب المجاهدين الطامحين العاملين لعزة العروبة ورسالتها.