للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى شخص واحد دون غمط حق الآخرين وفضلهم. . . فكانت القذائف هي النيوترونات. . . فانفلقت ذرة اليورانيوم إلى شطرين أو أكثر، وسميت هذه العملية بالانقسام النووي ونتج عن الانشطار نيوترونات جديدة ظن أنها تستطيع تحت ظروف مناسبة أن تشطر ذرات أخرى. . . فأي عدد ضئيل من الانقسامات الأصلية سيفضي إلى سلسلة طويلة متتابعة تهشم كل ذرات الكتلة كالنار المشتعلة التي تلتهم كل ما حولها. وحققت الأبحاث الأخيرة هذا الظن وأثبتت التجارب صحته.

لم تنجح التجارب الأولى لأن لليورانيوم ثلاثة اصناء (جمع صنو). خواصها الكيميائية متماثلة ولكنها تختلف في أوزانها الذرية، ويدعو رجل العلم هذه الأصناء (النظائر). ولمحض الصدف اكتشف أن نظيراً واحداً مقداره أقل من ١ % من اليورانيوم الطبيعي تتأثر ذراته، أما ذرات النظيرين الآخرين فلا تتأثر، وأكثر من هذا أنها تقف في طريق التفاعل وتقطع السلسلة. فكان الواجب الباهظ الملقى على أكتاف العلماء في أمريكا هو عزل هذا النظير المطلوب (يورانيوم ١٣٥).

وهكذا يتلخص تاريخ ما وصلنا إليه في خطوات ابتدأت باكتشاف المواد التي تنقسم نواها من تلقاء نفسها، ثم تهشيم بضع ذرات هنا وهناك في مجموعة من ملايين ملايين الذرات، ثم فلق النواة إلى شطرين يصاحبه تحرير الطاقة. ثم تحضير مادة ما يكاد يبتدئ انشطار الذرة فيها حتى يجري سريعاً من ذرة إلى أخرى كالنار المندلعة في مدينة خشبية.

وسريعاً ما يلحظ أنه لا فرق كبيراً بين تحطيم بعض الذرات بعد بذل جهود مضنية كبيرة وتحطيم عدد كبير منها في انفجار واحد متسلسل. فكأنه المتفجرات التي لا تتأثر إذا أصيبت برفق، وتنفجر ملتهبة إذا أصيبت بعنف. ولكن لا تستطيع أن تفرض عليها الاحتراق البطيء لتعطي طاقتها بطريقة مضبوطة مقيدة

وحتى الآن لم يبذل أي جهد لحل المشكلة الماثلة. فلا يمكننا تخفيف نظير اليورانيوم ٢٣٥ من السيطرة على التفاعل كما يبدو لأول وهلة، ذلك أن النظائر الأخرى تكبح انطلاق الطاقة الذاتي. وتقترح طريقة أخرى نفسها علينا: هي سحق اليورانيوم الفعال إلى حبيبات دقيقة ناعمة نعلقها في الهواء أو في سائل ما وعندئذ يقتضي ترتيب هذه الحبيبات لتنفجر واحدة أو قليل منها فقط في آن واحد. وقد يستعصي امتلاك الطاقة في هذه الحالة أيضاً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>