(تصدعي يا قبة النسر، وميدي يا عَمَد المسجد، وانقضي يا رجوم، لقد أضاع الرجال رجولتهم. . .)
فصاح الناس صيحة ما سمع مثلها، ووثبوا يطلبون الموت!
بلغت الحياة هذه القلوب فعاشت بحمية الإيمان، وحماسة الشرف، وعاش فيها إرث الجدود، فهبت دمشق، يستبق رجالها في طريق الجهاد، وتوالت الإمداد على الملك المعظم في نابلس، ونابلس دائماً مطلع شمس النصر، ونابلس دمشق فلسطين، وكانت هجمة الأسود على الأعداء (الواغلين. . .) فطردوهم حتى التجئوا إلى عكا، فحاصروهم فيها حتى أشرفوا على الهلاك، فاستسلموا. . .
وكذلك جاء النصر على يدي رجل وامرأة، وأما الرجل فقد أكرمه الله فجعله أحد العظماء الخالدين، وأما المرأة فقد كافأها فرد عليها اخوتها الأربعين سالمين مظفرين، لم يصبهم سوء. . .
وعلمت الدنيا أن أتباع محمد، لا يذلون ولا يستعبدون، ما بقي فيهم رجل واحد، أو امرأة مفردة، طوت صدرها على إيمان صحيح، وأنهم قد ينامون ولكنهم لا يموتون، وأن (الواغلين. . .) عليهم، في فلسطين وغير فلسطين قد يقيمون حيناً ولكنهم لا يستقرون ولا يملكون!