عزيزاً على عداتها، ذليلاً على حمايتها، سيداً حر الضمير في خدمتها، عبداً متقرباً إلى الله بإطاعتها). فعلت وتحققت أن الكتاب يعرف من عنوانه.
فتقبل أيها الزميل الفاضل خالص تهنئتي على هذه التحفة الأدبية والاجتماعية والروحية التي أخرجتها لمصر وللناطقين بالضاد؛ وشكراً لك وألف شكر والسلام.
عبد الرحمن الرافعي
مكتبة الكيلاني للأطفال
. . . وهكذا نجحت - يا أستاذ - في أن تحبب إلى الأطفال مكتبتهم وتغريهم بالمطالعة. ولئن أدراك الأطفال - برياض الأطفال - مرداً بعيداً، لقد فتحت لهم، بمكتبة الأطفال - فتحاً جديداً. أدركت أرب نفوسهم، وأبدلتهم أنساً من عبوسهم، وهجت للمعاني أشواقهم، وحسبت لغتهم وأخلاقهم. والأستاذ الكيلاني منشئ مكتبة الأطفال أديب عالمي جدير بما يهدف إليه من نبيل الأغراض. وانه ليسرني - إذ أتابع مع التقدير هذا الجهد العلمي المتواصل - أن ألاحظ مقدار العناية التي تبذلونها في هذا السبيل، والفائدة التي تعود على النشء منه بتهيئة أذهان الأطفال وعقولهم لتقبل خير الأفكار والمعاني وتقديمها لهم على مثل هذه الصورة الطريفة. وإني قد تتبعت هذا المجهود القيم المتصل لا يسعني إلا الإعجاب بما تساهمون به في سد نقص يشعر به جميع الآباء في تعليمم أطفالهم. فشكر الله لك ما هدفت إليه من تنشئة الطفل: مشبوب الشغف بالقراءة والدرس، موفور الحظ من متاع الفكر، مستقيم اللسان على نهج البيان. فهي تتمشى مع طباع الطفل الشرقي وغرائزه حتى يترعرع، وتجعل الحلقة متصلة بين المدرسة والبيت، في قصص مناسبة متماسكة مع نفسية الطفل وعقليته وبيئته وما يهوى سماعه أو يميل لوعيه بأسلوب صحيح فصيح، إذا حفظه الصبي صغيراً نفعه كبيراً. ومن ثم يشب الطفل، وقد صحت ملكته، وأشرت الفصحى فكرته.
إلى الأستاذ علي الطنطاوي
تفضلت أيها الأخ الكريم فكتبت كلمة جريئة موفقة في نقد (النشيد السوري)؛ وقد أعجبني هذا الشعور الوطني الجميل الذي يدعوك إلى أن تجدد للوطن أناشيده وأهازيجه كما تجددت