للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإهمال هذه الصناعة غير مأمون على مهمليها، لأن الفرق بين الفلسفة الصالحة والفلسفة الطالحة قد يكون فرقاً بين ثورة واستقرار، أو بين حرب وسلام، أو بين هداية وضلال

ونحن حين نذيع البشارة بقيام الفلسفة في مصر لا نذيع بشارة في سماوات الخيال، ولا ننسى الذين يعيشون ويعلمون أنهم يعيشون لأنهم يأكلون ويشربون ويلبسون، أو لأنهم لا يطلبون من هذا الوجود مطلباً غير المأكل والمشرب واللباس

نعم في مصر فلسفة

نعم وفيها عناية بالكتب الفلسفية

وآية ذلك أننا تلقينا في عام واحد نحو عشرين رسالة في المباحث الفلسفية وما إليها، وعلمنا أنها تقرأ في بيئة المتعلمين الذين يؤدون الامتحان المدرسي وتقرأ في بيئة المطلعين الذين يقنعون بالاطلاع

من هذه الرسائل القيمة رسالة للأستاذ الجليل مصطفى عبد الرزاق باشا عن فيلسوف العرب والمعلم الثاني والشاعر الحكيم وابن الهيثم وابن تيمية، فيها أو في تعريف ينال بمثل هذا الإيجاز

ومنها كتابا الأسرة والمجتمع والمسؤولية والجزاء للدكتور علي عبد الواحد وافي أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، وقد نوهنا بالكتاب الأول في (الرسالة) وثانيهما في طبقة الأول من حيث الإفادة والتحقيق

ومنها كتب ثلاثة في (الفلسفة الرواقية) وسيرة الإمام محمد عبده، وشخصيات ومذاهب فلسفية للدكتور عثمان أمين، وأولها أوفى كتاب بالعربية في موضوعه، ويضارع خيرة الكتب الأوربية في هذا الموضوع، وقد أنصف الأستاذ الإمام في سيرته الوجيزة، وصحح أوهاماً شائعة في الشخصيات والمذاهب الفلسفية، وأغنى المتطلعين إلى هذه البحوث عن كثير من المراجعات

ومنها التعليم عند القابسي للدكتور الأهواني، وهو بيان لفن من الفنون كان المضنون أن العرب أهملوه، فألم الدكتور بتاريخه وشرح آراء القابسي فيه

ومنها كتاب التنبؤ بالغيب عند مفكري الإسلام، وكتاب الشعراني إمام التصوف في عصره، وكتاب الأحلام للدكتور توفيق الطويل مدرس الفلسفة بجامعة فاروق الأول، وكلها نمط

<<  <  ج:
ص:  >  >>