دراستها، لأنها ستصبح السبيل الوحيد لفهم الألفية الكيمية والتيار الكهربائي ولتبسيط الكيمياء والكهرباء. وسيلقب الناجح في علم الذرة بكالوريوس الذرة، أو أستاذ الذرة، أو دكتور الذرة، وأخيراً فيلسوف الذرة.
مسكين طالب العلم في العصر الجديد، سيمتد عمر دراسته عاماً أو عامين أو أكثر. . . لا تجزعنَّ يا بنيَّ، لأن الحقائق التي وضحت سهلت الدراسة
لا يصح أن نسمي هذا العصر الجديد عصر الأورانيوم، لأن تحطيم الذرة لاستخراج الطاقة منها لن يقتصر على الأورانيوم وحده، بل سيتناول العناصر الأخرى الواحد بعد الآخر. اليوم تحطم الأورانيوم وبعده الرصاص، ثم الحديد، ثم الكربون، وربما تحطم ذرات الهيدروجين أخيراً.
ستتحطم ذرات القلم الذي في يدي، وذرات الورق الذي بين يديك، وذرات الكرسي الذي تقعد عليه ستكون كل ذرة في الكون قابلة التحطيم، كما أن ذرات عناصر الشمس متحطمة تباعاً ومنتشرة حطامها في الفضاء فوتونات أي ضوئيات. ولولا حطام ذرات الشمس المتناثرة في الفضاء لما رأينا نوراً ولا دفئنا بحرارة. لسوف تذوب الشمس حطام ذرات في الفضاء، كما يذوب الشمع أمام النار. وكذلك سيكون مصير جميع الأجرام تتناثر كلها فوتونات في الفضاء اللامتناهي. هي من الأثير وإلى الأثير تعود. وربما تجدد تكون الكون بعدئذ في دورة أخرى، والله أعلم.
سيصبح تحويل معدن إلى معدن أسهل من تحويل اللبن إلى كوتشوك، والقطران إلى روائح وألوان. ثم تكون القوة أطوع ليد الإنسان من الكلب الأمين أو الحصان الودود. قد يمكن الإنسان أن يطير حول الكرة الأرضية تحت شمس الظهر، ويبقى تحت شمس الظهر حتى يجد نفسه قد عاد إلى مطاره ولا يخزن معه من القوت إلا قدر الحمصة في علبة سيجارة. وكذلك يستطيع بزورقه أن يمخر البحار الخمسة بقوة هذه الحمصة، ويطوف جميع بقاع الأرض في سيارته بقوة هذه الحمصة
وسيرى حمصات الأوررانيوم أو الراديوم أو غيرها تدير معامل الصناعات على اختلاف أنواعها. نعم سيرى الإنسان نفسه سيد الطبيعة بالفعل - يهيج البحار ويسكتها، ويجري الأنهر ويحبسها، ويستنزل الأمطار ويكفها - يتصرف بالطبيعة كما يشاء.