في حروبهم لما يعلمون من شجاعته وجودة رأيه وشدة عداوته للملة الإسلامية وقسوة قلبه على أهلها وأصيبت النصرانية كافة بأسره، وعظمت المصيبة عليهم بفقده، وخلت بلادهم من حاميها وثغورهم من حافظها. وسهل أمرهم على المسلمين بعده. وكان كثير الغدر والمكر، لا يقف على يمين، ولا يفي بعهد. طالما صالحه نور الدين وهادنه، فإذا أمن جانبه بالعهود والمواثيق نكث وغدر، فلقيه غدره، وحاق به مكره، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. فلما أسر تيسر فتح كثير من بلادهم وقلاعهم. . . وكان نور الدين (رحمه الله) إذا فتح حصناً لا يرحل عنه حتى يملأه رجالا وذخائر تكفيه عشر سنين خوفاً من نصرة تتجدد للفرنج، فتكون الحصون مستعدة غير محتاجة إلى شيء).
وفي هذه الرائقة الرائية:
فسر واملأ الدنيا ضياء وبهجة ... فبالأفق الداجي إلى ذي السني فقر
كأني بهذا العزم لا فل حده ... وأقصاه ب (الأقصى) وقد قضي الأمر
وقد أصبح (البيت المقدس) طاهراً ... وليس سوى جاري الدماء له طهر
وقد أدت البيض الحداد فروضها ... فلا عهدة في عنق سيف ولا نذر
وصلت ب (معراج النبي) صوارم ... مساجدها شَفع وساجدها وتر
ج١١ ص٤٦: السيوف القلعية.
وجاء في الشرح: القلعية نسبة إلى القلعة وهي ببلاد الهند ينسب إليها الرصاص والسيوف.
قلت: في القاموس: والقلعة بلد ببلاد الهند، وقيل وإليه ينسب الرصاص والسيوف. وفيه: ومرج القلعة محركة موضع بالبادية إليه تنسب السيوف.
هذا ما ذكره المجد. وقد جاء في الأساس: وسيف قلعي بفتح اللام عتيق نسب إلى معدن بالقلع وهو جبل بالشام، قال أوس:(يعلون بالقلع البْصري هامهم) وهو جمع القلعى كاعرك والعركى والعرب العربي. وجاء في نهاية. سيوفنا قلعية منسوبة إلى القلعة بفتح القاف واللام وهي موضع بالبادية تنسب السيوف إليه. ونقل اللسان ما قالته النهاية. وجاء فيه: وسيف قَلعي. وذكر مرج القلعة ولم ينسب إليه شيئاً. وقال القلْعى الرصّاص الجيد، والقلْع اسم معدن الذي ينسب إلى الرصاص الجيد. ولم يذكر (اللسان) السيوف.
ج١٧ ص٢٩٢: قلت: قصة حوَيْصَة ومُحيْصَة. . . قال: فيحلف لكم يهودٌ. قلت: هذه هي