إن يكُد مطَّرِف الإخاء فإننا ... نسري ونغدو في إخاء تالد
أو نفترق نسباً يؤلف بيننا ... أدب أقمناه مقام الوالد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا ... عذب تحدر من غمام واحد
وجاء في الشرح: وتروى (من زلال بارد) وهي الأفق. قلت:(إن يكد مطرف الإخاء) بفتح الراء أي مستحدثة واطرف الشيء استحدثه، ورواية الديوان (أو يفترق نسب) و (نسب وأدب) متوائمان و (من غمام واحد) هي الرواية.
والأبيات من قصيدة يقولها حبيب في صديقه علي بن الجهم و (كان علي شاعراً فصيحاً مطبوعاً) كما قال أبو الفرج، ومن مشهور شعره لاميته في صلبة. . . وداليته في حبسه، وعند أبي الفرج أنها (أحسن شعره) وقد رواها في أغانيه (ج١٠ ص٢٠٨، ٢١٣) ولعل الرائية المشهورة (عيون المها) في المتوكل ولم يذكر أبو الفرج منها شيئا ولم يشر إليها، وهي ثلاثة وعشرون بيتاً، جلها غزل، وفيها يقول:
فقالت: كوني بالقوافي سوائرا=يرُدن بنا مصر أو يصدرن عن مصر
فقلت: أسأت الظن بي لست شاعراً=وإن كان أحيانا يجيش به صدري
للشعر أتباع كثير ولم أكن ... له تابعاً في حال عسر ولا يسر
ولكن إحسان الخليفة جعفر ... دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر
فسار مسير الشمس في كل بلدة ... وهب هبوب الريح في البر والبحر
في القسم ١٩ - (الشميذ) وهي الشميذر و (الفحير) وهي الغمير و (فإذا) وهي (فإذن). وفي إحدى مقالاتي:(في العقد) في القسم ٦ في الرسالة ٤٠٥ أوردت قول صاحب (الاقتضاب) وهو يرى - كما يرى المبرد - أن تكتب بالنون على كل حال حتى لا يشبه (إذا) التي هي ظرف فيقع اللبس بينهما، ويقول إن نون (إذن)(إنما هي أصل من نفس الكلمة) فإذن لن تكتب (إذن) إلا بالنون. . .