الدولتين الكبيرتين، على شريطة أن تمتنع البلاد العربية من متابعة السياسة الروسية التي تتظاهر بمؤازرة العرب والمسلمين.
وبعد أيام صدر هذا التصريح، وهو ينص على أن للعرب ما أرادوا من وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وعلى العرب أن يتولوا بأنفسهم مفاوضة يهود فلسطين على السياسة التي يريدونها، وأن بريطانيا وأمريكا، لن تتدخَّلا في الخلاف الناشب بين الفريقين، وأن الدولتين الكبيرتين ستمنعان كلُّ مساعدة ترسل من بلادهما إلى فلسطين. من مال أو سلاح. . .
(ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة بعد الألف)
ذكر ما كان فيها من الأحداث:
تمَّ استخدام الذَّرة وانفلاقها في كلُّ شيء، وحدث في زراعة البلاد انقلاب عظيم، إذ أصبح من اليسير استنبات نبات الصيف في الشتاء، ونبات الشتاء في الصيف. وقد بدأ ملوك العرب أعظم عمل في التاريخ، وهو استخدام أسلوب جديد يحوّل الرمال العاقرة إلى أرض خصب وافرة الزَّرع، وقد نفَّذ هذا في جزء كبير من صحراء جزيرة العرب. أما في مصر والسودان، فقد تمَّ توزيعُ ماء النيل وضبطه حتى لا يضيع من مائه إلا أقل قدر، وبذلك أتيح لمصر أن تُنشئ ثلاثة فروع جديدة شقَّتها في الصحراء الشرقية حتى أفضت إلى بحر القلزم (البحر الأحمر)، وصار ما بينها أرضاً مريعة ذات خصب. وبذلك سيتاح لمصر أن يبلغ عدد سكانها أربعين مليوناً من الأنفس في أقل من عشرين سنة.
ومما كان من ذلك نهضة عامة في سياسة البلاد العربية، جعلت الرأي العام العالمي يناصر القضية العربية مناصرة تامة في أكثر بقاع الأرض. . .
(ثم دخلت سنة خمس وسبعين وثلاثمائة بعد الألف)
ذكر ما كان فيها من الأحداث:
كثرت حوادث الاغتيال والفتك في كثير من البلاد العربية والأجنبية، وقُتل من العرب وأنصار العرب من سائر الأمم خلق كثير، واستفحل الشرّ استفحالاً عظيماً، حتى ثارت الصحف الإنجليزية والأمريكية وطالبت حكوماتها بإعلان قرار واحد بأن الرأي العام