للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جليدٌ مع النزف لا يستطارُ ... وفي وجهه للحمام اصفرارُ

تسلَّلَ حتى دنا دارعٌ ... فما زال يضرب حتى هَوت

من الليث بعد اليمين اليسار

فهلْ فزعَ الحرُّ واستسلما ... ولم تُبقِ منه السيوف دما؟

تقدم محتضناً ممسكاً ... بزنديه رايته في الصفوف

وظل الكميَّ بها المعلما

ترنح مما به الفارسُ ... وما وهنَ الأسدُ العابسُ

وظلَّ على صهواتِ الخطوب ... يلاقي الرَّدى فِلذةً فِلذةً

وما قلَّ عزمٌ له هاجسُ

وأسلم مهجته للظُّبا ... كؤوسَ المنيَّة مُستعذبا

فيا هول مصرعه والسيوف ... تهاوى على جسمه القَسوريِّ

وما يملك الليث أن يضربا

تكلم مُرتجزاً مُنشداً ... (لدين الهدى قلَّ منى الفدا

ألا خسئ الكفر والكافرون ... جزائي غداً جنة المتقين

وأعظم بجَنَّتِهم موردا)

تبسَّمَ للموت إذ أغمضا ... على وجهه لمحات الرضا

فتى بات للمجد أنشودة ... إذا ذَكَرَ المؤمنون الفداء

على الدهر ذكرٌ له أوْ مضا

تقشَّع من فوقه العِثْيَرُ ... وآماق أصحابه تُمْطِرُ

جراح ثمانون في جسمه ... ومن عَضُدَيه نجيعٌ يسيل

ومن عاتقيه دم يقطر

بقيَّة ليثٍ رَدَاه استبقْ ... وجسمٌ بتلك الفيافي مِزَقْ

تجاوز في البأس جهد الخيال ... وأبلى بَلاََء امرئ صادق

وأين له الند فيما صدق

نَعَاهُ النبيُّ وفي قلبه ... بكاءٌ عليه وبشر به

<<  <  ج:
ص:  >  >>